يمكن أن يجلب ذكر الله السلام إلى القلوب ويقلل من الخوف والقلق.
في القرآن الكريم، يُعتبر ذكر الله أحد الوسائل العظيمة التي تُساعد الإنسان على الشعور بالهدوء والسكينة واستشعار الأمان في حياته. وقد تم التأكيد على أهمية ذكر الله من خلال العديد من الآيات؛ حيث ورد في سورة الرعد آية 28: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۚ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ". توضح هذه الآية الكريمة دور ذكر الله في طمأنة القلوب وإزالة الخوف والقلق منها. إذ أن التواصل المستمر مع الله سبحانه وتعالى يولد في قلب المؤمن شعوراً عميقاً بالأمان والهدوء. إن معرفة أن هناك من يتعهد بمساعدته ويرعى أموره يمنح الإنسان قوة نفسية وعاطفية أمام تحديات الحياة. لقد أشار الله في كتابه العزيز إلى أن المؤمنين هم الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، كما ورد في سورة الأنفال آية 2: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم..." هذه الكلمات تعكس طبيعة العلاقة الروحية العميقة التي تنشأ بين العبد وربه من خلال ذكره وتعظيمه. يكتسب المؤمن قوة وثباتاً من خلال هذا الذكر، مما يساعده على مواجهة مشاق الحياة وصعوباتها. تتعدد الطرق التي يمكن من خلالها تخفيف القلق والخوف، ومن أبرزها الصلاة والدعاء. فالعبادة تشمل ذكر الله وتُعزز من سكينة القلب وعزيمته في مواجهة الصعاب. الصلاة ليست مجرد حركات تنظيمية، بل هي وسيلة للتواصل الروحي والتقرب من الله، مما يُشعر المؤمن بأنه ليس وحده في معاركه الحياتية. من الجدير بالذكر أن ذكر الله يشمل التركيز على أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، خصوصاً في أوقات الشدائد والاستعانة، حيث يُعزز ذلك الإيمان بأن الله يراقب ويرعى عباده. وعندما يواجه الإنسان المواقف الصعبة، يجب عليه أن يتذكر ما وعده الله به من نصرة؛ فإن بعض الآيات مثل: "إن مع العسر يسراً" (سورة الشرح: 6) تذكرة واضحة على أن الفرج قادم بعد الأوقات الصعبة. علاوة على ذلك، لقد أظهرت الأبحاث النفسية الحديثة أن الأفراد الذين يمارسون الذكر والصلاة يتمتعون بمستويات أعلى من السعادة والرضا في حياتهم. هذه الممارسات الروحية لا تؤدي فقط إلى تحسين الحالة النفسية، بل تساهم أيضًا في تعزيز العلاقات الاجتماعية، حيث يكون المؤمن أكثر قدرة على المساعدة والدعم لمن حوله. إن الاستمرارية في الذكر والدعاء يلعبان دوراً أساسياً في تعزيز شعور الأمان والطمأنينة. من المهم أن نتذكر أن الذكر لا يقتصر فقط على الكلمات، بل هو أيضاً حالة ذهنية وفكرية يعيشها الإنسان في حياته اليومية. فالذهنية التي تحافظ على ذكر الله تستحضر في قلبها الفوائد والبركات التي ينعم بها الشخص في كل حين. ومن العوامل الأخرى التي تساهم في تعزيز هذا الأمان والسلام الداخلي هي الأجواء المحيطة ومجموعة الأصدقاء الذين يعينون الفرد على تذكر الله والمضي في طريق الصلاح. إن التواجد حول الأشخاص الذين يحملون صفات الإيمان يعزز من الرغبة في تقوية علاقة الفرد مع الرب، مما يؤدي إلى حالة من السعادة والسكينة التي لا تُقارن. بناءً على ما سبق، فإن ذكر الله هو أكثر من مجرد كلمات تقال؛ فهو أسلوب حياة يتحول به الشخص إلى إنسان أكثر صبراً وثباتاً في مواجهة اختبار الحياة. لذلك، من الضروري أن يسعى كل مسلم إلى المزج بين أنواع العبادة والذكر في حياته اليومية، ليشعر بالراحة النفسية والأمان. يُذكر أن الذكر هو أحد مفاتيح السعادة الحقيقية برفقة الثقة في الله، وهو ما يمنح الفرد قوة للاستمرارية في الحياة رغم كل ما قد يعترض طريقه. لذا، على كل مؤمن أن يسعى لإدراج ذكر الله في حياته اليومية، بالتأكيد على قضاء بعض الوقت في الصلاة والدعاء، وفتح صفحة جديدة من العلاقات الروحية مع الله، ليعيش في حالة من السكون والقوة التي تدعمه في الأوقات الصعبة وتمده بالطمأنينة في كل الأوقات.
كان هناك طالب يُدعى أمير يجد السلام في الأوقات العصيبة عن طريق ذكر الله. كلما شعر بالخوف والقلق، كان يتذكر آيات القرآن ويصلي في قلبه. أدى هذا الذكر إلى شعور بالهدوء والاطمئنان الذي ساعده في العديد من المواقف الصعبة. في أحد الأيام، قرر أن يخصص وقتًا أكبر للصلاة والدعاء، وقد كان لهذا تأثير كبير على حياته.