يمكن أن يؤدي النظر إلى الذنوب تدريجياً إلى الفساد، لذا يجب تجنب ذلك.
تعتبر قراءة القرآن الكريم والتفكر في آياته من أهم العبادات التي يجب أن يمارسها المؤمن بشكل دائم. في هذا السياق، يبدو أن القرآن الكريم يحتوي على توجيهات صريحة حول كيفية التعامل مع الذنوب والأمور التي تؤدي إلى النجاسة والفساد. إذ يشير إلى أن التفكير في هذه الأمور وقراءتها محظور بشكل واضح، وهذا ما يظهر في مختلف سور وآيات المصحف الشريف. في سورة الأنعام، الآية 153، يقول الله تعالى: 'وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِنَكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ'. هذه الآية تبرز أهمية اتباع صراط الله المستقيم، كما أنها تحذر من الانحراف إلى طرق وسبل تؤدي إلى الفساد، مما يستدعي ضرورة الانتباه والوعي بخطر الذنب. فالذنب هو عمل يبعث على الفساد في النفس والروح، ولهذا فإن النظر إلى الذنوب والأمور التي تتعلق بها يمكن أن يؤدي تدريجياً إلى الانزلاق في المحظورات وارتكاب المعاصي. إن البشر في طبيعتهم ضعفاء، وقد تجرهم الفتنة إلى الخطيئة إن لم يكونوا واعين ومدركين لعواقب أفعالهم. لذا، يجب على المسلمين أن يبذلوا قصارى جهدهم للابتعاد عن كل ما يقودهم نحو المعاصي، وأن يتجنبوا تصوير الذنوب أو التفكير فيها. وتعد سورة النور من السور التي تحمل رسائل واضحة في هذا السياق. فقد ورد في الآيتين 30 و31 توجيهات مهمة للمؤمنين بخصوص غض الأبصار. في الآية 30، يقول الله تعالى: 'قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ'. هذه الدعوة تأتي في إطار تعزيز التقوى والابتعاد عن النجاسات والذنوب. من خلال غض البصر، ينجح المؤمن في حماية نفسه من الآثام التي قد تأتي بسبب النظر إلى ما لا يحلُّ أو التفكير فيما يسبب الفتنة. وبذلك، فإن شدد القرآن على أهمية مراقبة الأفكار والسلوكيات التي يكتسبها الإنسان. فإن انفتاح البصر وإطالة النظر إلى الذنوب يمكن أن يعززا مشاعر الخطيئة في النفس، مما يضعف من تقوى المؤمن وكما يطهر روح الإنسان. وعليه، فإن الحذر من هذه الأمور يعد أساسياً لبناء شخصية متوازنة وغنية بالتقوى. علاوة على ذلك، فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حثّ المسلمين على تجنب المعاصي وكافة أشكال الذنوب. فقد ذكر أن 'كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون'. وذلك يبين أهمية التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى بعد ارتكاب الأخطاء. فالتوبة هي الطريقة الأهم للعودة إلى الصراط المستقيم، وهي تمثل مرحلة أساسية في حياة المسلم. لكي يبقى المؤمن على صلة وثيقة بخالقه، يجب عليه أن يتحلى بالوعي الذاتي ويبتعد عن تفكير أو النظر إلى الأمور التي تؤدي إلى الفساد والنجاسة. فعندما تنظر إلى الذنوب، سوف تتشبع بها نفسك، ويكون من الصعب عليك الانفصال عنها. وبينما يسعى المؤمن ليكون متقياً، عليه أن يدرك أن الفتن الموجودة من حوله يمكن أن تؤثر على علاقته مع الله. لذا، لا بد من الحذر والحرص على تصفية القلب والتوجه إلى الله بالدعاء والاستغفار. النظر إلى النجاسة أو محاكاتها يعد طريقاً طويلاً نحو الخطيئة، لذا يجب على المسلم تجنب ذلك بكل السبل. إن التقوى ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي شعور عميق يرافق الانسان في كل خطوة يخطوها. ومن ثم، فإن اتباع تعاليم القرآن والسنة يشكل الأساس الذي يمكن من خلاله الابتعاد عن الفساد والذنوب. في الختام، يتضح أن القرآن الكريم دعانا بشكل مباشر أو غير مباشر إلى أهمية تجنب الذنوب والأمور التي قد تؤدي بها إلى النجاسة والفساد. من خلال التفكير الإيجابي والتوجه إلى الصراط المستقيم، يمكن للمؤمن أن يحيا حياة طاهرة وبعيدة عن الشبهات. ودائماً يجب علينا أن نتذكر أن أعيننا آيات الله، وأن حفظها من النظر إلى المحرمات يعد عبادة وحماية للنفس من الهلاك. إن الالتزام بتعاليم القرآن والصلاة الخاشعة هو الطريق نحو الحياة العطرة والروح الجميلة.
في يوم من الأيام، ذهب عيسى إلى حديقة مليئة بالأزهار الجميلة والعطرة، وكانت هناك أشجار مثمرة. لاحظ أن بعض الناس يعجبون بالأزهار القبيحة ذات الرائحة الكريهة. فقال لهم عيسى: 'مهما كنت جميلًا، إذا نظرت إلى القبح، فسوف يؤثر عليك قريبًا. لذلك، ركز على الجمال وابتعد عن القبح.'