القرآن يحذر من الرغبات غير الأساسية، ويذكر الناس أن الدنيا فانية.
القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يمثل دستور الحياة للمسلمين، حيث يتضمن توجيهات وتعليمات تتعلق بجميع جوانب الحياة. من بين هذه التوجيهات، تأتي الآيات التي تحذر من الرغبات غير الأساسية ومخاطرها، وذلك لتحقيق التوازن الروحي والعملي في حياة الإنسان. تتواجد الكثير من الآيات التي تؤكد على أهمية الابتعاد عن المغريات الدنيوية والتي قد تقود الإنسان إلى الفتن. فعلى سبيل المثال، في سورة آل عمران، الآية 14، يقول الله تعالى: 'زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة...' من خلال هذه الآية، يشير الله إلى أن حب هذه الشهوات له تأثير عميق على قلوب البشر، حيث تعمل على تشتيت انتباههم عن الأهداف السامية التي ينبغي عليهم السعي لتحقيقها. في مجمل القول، هذه الآية تمثل تحذيراً من الانجراف وراء الشهوات الزائلة؛ فنحن نعيش في زمن يكثر فيه الانشغال بالمادة وبما يتصل بحياة الرفاهية والتمتع بالملذات الدنيوية. وبالرغم من أن هذه الأمور قد تبدو جذابة من الناحية الظاهرة، إلا أنها في الحقيقة مجرد أمور مؤقتة لا تعكس الخيرية الحقيقية. فضلًا عن ذلك، يأتي تحذير آخر في سورة لقمان، الآية 33، حيث يقول الله: 'يا بني آدم، لا تتبعوا خطوات الشيطان؛ إنه لكم عدو مبين.' هذه الآية تمثل تذكيراً مباشراً لابن آدم بضرورة أخذ الحيطة والحذر من الشهوات والمغريات التي تدفعه نحو الخطأ والضياع. إن الشيطان هو العدو الحقيقي للإنسان، يسعى دائماً لإبعاده عن طريق الخير وإغراءه بالشهوات الزائفة. إن هذه التحذيرات تضع أمامنا صورة واضحة عن كيف تكون الحياة متوازنة؛ فالتركيز على العبادة والتقرب إلى الله هو أمر أساسي يجب علينا جميعاً أن نسعى لتحقيقه. فالقرآن يعلمنا بأن الأمور الدنيوية ليست الهدف النهائي، بل ينبغي أن تكون وسيلة نستخدمها لتحقيق ما يقربنا إلى الله ويدلنا على الخير. ويستند هذا الفهم إلى أن الخالق يُريد لعباده أن يكونوا سعداء في الدنيا والآخرة، ولهذا فقد أوجد لهم توجيهات واضحة تسهل عليهم التفريق بين الحق والباطل. فكلما تمسكنا بالقيم والمبادئ الحقيقية المأخوذة من القرآن الكريم، كلما تمكنّا من تحقيق الهدوء الداخلي والرضا. علاوة على ذلك، يجب على المسلمين اتباع المنهج السليم في التعامل مع الرغبات والمشاعر الطبيعية. إنّ تربية النفوس على التواضع وقناعة القلب بما قسمه الله هو السبيل للعيش بسلام مع النفس والآخرين. لابد أن نعي أن الشهوات ليست كلها سيئة، ولكن عندما نسمح لها بالتحكم فينا، تصبح مأساة. لهذا، نجد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحثنا على التوازن في حياتنا وعدم الانجراف نحو كل ما هو سطحي وغير ذي معنى. في النهاية، يعمل القرآن على توجيهنا إلى حياة مليئة بالمعاني الجادة والأهداف النبيلة، حيث يجب علينا أن نختار ما يقربنا من الله بدلاً من الأمور السطحية والزائلة. إذ نجد أن الاستثمار في الأخلاق الجيدة والنية الطيبة هو ما يبقى ويبني مستقبلنا الروحي. بذلك، الرسول صلى الله عليه وسلم أوضح أن الإنسان بلا إيمان يتأرجح بين رياح الشهوات، بينما من يعتصم بحبل الله يتجنب الفتن ويرتقي بأخلاقه ورحلة حياته. وبالتالي، فإن القرآن الكريم يدعونا لتوجيه طاقاتنا ومشاعرنا نحو ما يفيدنا في الدنيا والآخرة، والسعي الدائم إلى التعلم والاكتساب. وحينما نسعى لهذه الغاية، نكون قد قمنا بتحقيق الخطوة الأهم على صعيد التقرب إلى الخالق والفوز بمكانة أعلى في الآخرة.
في يوم من الأيام ، كان علي شابًا لديه طموحات كبيرة ، لكنه وقع في وساوس ورغبات غير أساسية. قرر أن يسعى للحصول على إرشاد من خلال دراسة القرآن والتفكير في آياته. بعد فترة ، أدرك أن العديد من رغباته لم تكن سوى خدع للدنيا وأنه بحاجة إلى العودة إلى الطريق المستقيم. بهذا القرار ، غير حياته واقترب من السلام.