للتخلص من التعلق بالدنيا ، يجب تذكر الموت والآخرة وتعزيز العلاقة مع الله من خلال الأعمال الصالحة.
في القرآن الكريم، نجد أن مسألة التحرر من التعلق بالدنيا والتركيز على الحياة الأبدية تتجلى بوضوح في العديد من الآيات الكريمة. إذ أن الحياة الدنيا تعتبر متاعاً زائلاً وليس نهاية المطاف، بل هي فترة اختبار قصيرة يجب على المؤمن استثمارها في سبيل الله وتحقيق الهدف الأسمى وهو الحياة الأبدية. ومما لا شك فيه أن تذكرة الموت والآخرة هي من الوسائل الفعالة للتحرر من التعلق بالدنيا، وهذا ما تشير إليه العديد من الآيات القرآنية. فالمؤمن يجب أن يضع نصب عينيه نهاية حياته الدنيوية ليعيش كل لحظة منها بطاعة الله، متجنباً الغفلة والتعلق بما لا ينفع. من الآيات التي تعكس هذا المعنى بوضوح هي الآية 185 من سورة آل عمران، حيث يقول الله تعالى: "وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الغُرُورِ". هذه الآية تدعونا للتفكر في طبيعة الحياة الدنيا وكيف أنها ليست سوى زينة فانية وهشّة. فالكثير من الناس يعيشون حياتهم في سعي دائم وراء المال والشهرة والمناصب الدنيوية، لكن القرآن الكريم يضع لنا صورة واضحة وهي أن كل ذلك زائل، وأن ما يبقى هو الأعمال الصالحة والنية الخالصة لله عز وجل، مما يذكرنا أن القيم الحقيقية لا تكمن في التعلق بالماديات بل في الإيمان والأخلاق. إحدى السور الأخرى التي تعزز هذا الفكر هي سورة الكافرون، حيث يقول الله تعالى في الآية 6: "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ". هذه الآية تدعونا إلى الحرية في اختيار الدين وعدم الانغماس في التعلق بالدنيا. إن المؤمن لا بد أن يدرك أن التعلق بالدنيا يعيق الفرد عن الوصول إلى القيم الحقيقية والسمو الروحي الذي ينشده. فالحياة ليست مجرد استهلاك للموارد المادية، بل هي فرصة للسمو بالنفس وطلب مرضاة الله. لنركز هنا على نقطتين رئيسيتين تعززان من هذا المفهوم. أولاً، تعزيز الإيمان والعلاقة بالله تعالى. فإن العلاقة مع الله تعتبر أساساً لتجاوز الصعوبات وتحرير النفس من التعلق بالماديات. من خلال العبادة والدعاء، يكون المؤمن في حالة اتصال دائم مع الخالق، مما يُشعره بالسكينة والراحة النفسية. فالعبادة ليست فقط أداءً للأفعال، بل هي أيضاً وسيلة للتقرب إلى الله والاحساس بوجوده، مما يساعد الإنسان على رؤية الحياة بمفهوم أعمق. عندما نُسلم قلوبنا ونؤدي واجباتنا لله، نشعر بتجدد روحاني يعزز من عزيمتنا على مواجهة تحديات الحياة. ثانياً، يجب الانتباه لاحتياجات الآخرين والمشاركة في الأعمال الخيرية. فالأعمال الإنسانية ومساعدة الآخرين هي من أبرز الأعمال التي تقربنا من الله وتساعدنا على التحرر من التعلق بالماديات. عند إسهامنا في تحسين حياة الآخرين، نستشعر القيم الأخلاقية الحقيقية التي جاء بها الدين. فعندما نساعد الآخرين، نُعطي معاني الحياة أبعاداً أخرى غير مجرد المكاسب المادية. إن العمل الخيري يعزز من الشعور بالرضا، حيث نسعى جميعًا لتحقيق معنى أسمى في حياتنا. وهذا الشعور يساعد على تخفيف الأحمال المادية التي نثقل بها أنفسنا. فالسعادة الحقيقية لا تُقاس بمقدار ما نملك بل بمقدار ما نقدمه للآخرين، ويتجلى ذلك في قوله تعالى: "وَما تُنفِقُوا مِن خَيْرٍ فَلنَفْسِكُمْ". الإنسان الذي يضع ثقته في الله ويؤدي الأعمال الصالحة يشعر بالتحرر من الأعباء الدنيوية. إنه يكتشف أن الارتباط بالمال والأشياء الفانية هو ما يسبب له القلق والتوتر. لذا، من خلال العمل الجاد والنية الخالصة، يمكن للفرد أن يبني علاقته مع الله ويحرر نفسه من القيود النفسية التي قد تعرقله. إن هذه العلاقة تمنح الشخص القوة والإلهام لتحقيق أهدافه الروحية والدنيوية. في النهاية، يجب أن يتذكر الإنسان أن هذه الدنيا ليست مكاناً للبقاء. الآخرة هي المحطة النهائية، ويجب أن تُبنى الحياة على القيم الروحية والدينية. فعندما يتوجه الإنسان بكل طاقته نحو العيش وفق هذه القيم، فإنه سيجد السلام الداخلي والرضا في قلبه. إن السعي للتحرر من الروابط الدنيوية يفتح أمام المؤمن آفاقاً جديدة للحياة المباركة. ولذا، من الضروري أن نتذكر دائماً أن العيش وفق تعاليم الله وأن نستثمر كل لحظة في تقديم الخير، هو الطريق نحو تحقيق الخلود في جنات النعيم. عندما يعمق الإنسان فهمه لمعاني الحياة ويدرك أن كل ما هو زائل لن يُصاحبه في الآخرة، يصبح أكثر رغبة في القيام بالأعمال الصالحة والارتباط العميق بقيمه الدينية. هذه المعرفة تساعد في بناء شخصية مؤمنة قادرة على مواجهة تحديات الدهر برؤية شاملة تجمع بين الروح والمادة، مما يقود الفرد إلى حياة متوازنة ومليئة بالمغزى.
في يوم من الأيام ، كان هناك شاب يدعى فرشاد يعيش في مدينة. كل يوم كان يسعى وراء المزيد من الثروة والمال ، غير مدرك لله. في يوم من الأيام ، قابل زاهدًا في السوق شجعه على التفكير في الموت والآخرة. منذ ذلك اليوم ، قرر فرشاد تغيير حياته. بدأ يصلي ويقدم المساعدة للمحتاجين. سرعان ما شعر بسلامGreater ورضا أكبر بعد أن تحرر من التعلق بالدنيا.