لإرضاء الله، يجب أن نركز على الإيمان والصلاة واللطف تجاه الآخرين.
يعتبر الرضا الإلهي من أهم الأهداف التي يسعى المسلمون لتحقيقها في حياتهم اليومية، وذلك من خلال الالتزام بمبادئ السلوك البشري والديني. فالإسلام دين شامل يرمي إلى تهذيب النفوس وتوجيهها نحو الخير، وقد أكد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على أهمية الإيمان والصلاة والإحسان إلى الآخرين، مما يجعل هذه المبادئ أساساً لتحقيق رضا الله. في العديد من الآيات القرآنية، يظهر التركيز على الإيمان كأحد الدعائم الأساسية في حياة المسلم. على سبيل المثال، في سورة البقرة، الآية 177، يقول الله: "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والأنبياء وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة". تشير هذه الآية إلى أن البر، الذي هو طريق الرضا الإلهي، لا يقتصر فقط على الشعائر الظاهرة مثل الصلاة، بل يشمل الإيمان القلبي والأفعال الطيبة تجاه الآخرين. ومن أجل كسب رضا الله، ينبغي على المسلم إظهار الإيمان الحقيقي من خلال الالتزام بالقيم الأخلاقية والإنسانية. فالإيمان بالله واليوم الآخر يستلزم العمل الصالح، وقد أوجب الله سبحانه وتعالى على المؤمنين مساعدة الفقراء والمساكين وإعطاء المال لأقربائهم، مما يدل على أهمية العلاقات الإنسانية والرحمة في حياة الفرد. فالكرم والإحسان والعطاء من أهم أسباب رضا الله، وهذه السلوكيات تعكس معاني الإنسانية والرحمة التي دعا إليها الإسلام. علاوة على ذلك، نجد أن الله تعالى في سورة المائدة، الآية 54، يشير إلى أهمية الطاعة والولاء له ولرسوله، حيث يقول: "يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه". يعكس هذا المعنى أهمية التمسك بالعقيدة والتزام التعاليم الإلهية للنجاة من الفتنة والحرمان من الرضا الإلهي. ولذا، فإن الثبات على الدين والعمل بأحكامه يجلب للفرد محبة الله ورحمته. كذلك، نجد في سورة الأنفال، الآية 27، التنبيه على أهمية الوفاء لله وللرسول، حيث يقول: "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول ولا تخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون". معنى ذلك يُشير إلى أهمية الأمانة والصدق في التعامل مع الله ومع الآخرين. فالوفاء بالعهد وعدم خيانة الأمانات يعتبران من الأمور الحساسة التي يجب أن يلتزم بها المسلم في حياته اليومية. وهذا يسلط الضوء على ضرورة أن يكون الإنسان مثالاً في السلوك القويم والأخلاق الفاضلة، مما يسعد الله ويرضي ذاته. ومع ذلك، لا يمكن أن نغفل عن الجانب الاجتماعي في حياة المسلمين، فقد دعا الإسلام إلى التعامل الحسن مع الآخرين، ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين. فالبر والإحسان مستمد من تعاليم الدين، وقد حث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على kindness تجاه الجار والفقراء واليتامى. وفي هذا السياق، ينبغي على المسلم ممارسة الإحسان في حياتهم اليومية، سواء كان ذلك من خلال الابتسامة للكبار، أو مساعدة الأبناء في دراسة، أو تقديم الدعم للجيران. يمكن أن تتجلى هذه السلوكيات الإنسانية في كل جانب من جوانب الحياة، وتساهم في بناء مجتمع متماسك يسعى نحو الخير. بالإضافة إلى ما سبق، يجب أن يكون الاحترام والإحسان إلى الوالدين جزءاً أساسياً من سلوك الفرد المسلم. فقد أوصى الله في القرآن الكريم ببر الوالدين، وجعل ذلك من الأمور العظيمة التي تقرب الإنسان من رحمته. ويعتبر احترام الوالدين وطاعتهما في المعروف من الأعمال التي تحظى برضى الله وتفتح الأبواب للبركة في حياة الإنسان. ختاماً، ينبغي على المسلمين أن يتخذوا من هذه القيم والمبادئ دليلاً لهم في حياتهم اليومية. فهم مدعوون للتركيز على الإيمان والعمل الصالح والإحسان تجاه الآخرين، بالإضافة إلى الوفاء بالتعهدات والولاء لله وللرسول. من خلال اتباع هذه المنهجية، يمكن لكل مسلم أن يخطو خطوات فعالة نحو تحقيق رضا الله واستغفاره، والعيش حياة طيبة مليئة بالبركة والسعادة. كما أن العمل من أجل محبتهم ورحمتهم سيكون له أثر عظیم في كسب رضا الله، وبالتالي تجاوز الصعوبات والإخفاقات التي قد تطرأ في حياة الفرد. لذا، فليستفد المسلمون من تعاليم دينهم الحنيف ولنجعل من السلوك الحسن والإيمان بالله أساساً لحياتهم نحو طريق الرضوان.
ذات يوم، كان زاهد يتحدث مع الله في وحدته و يسأل كيف يمكنه أن يكون أقرب إلى الله. بعد التفكير لبعض الوقت، أدرك أنه بحاجة إلى خدمة الآخرين ونشر الخير في حياته. بدأ في مساعدة المحتاجين وكان طيبًا مع جيرانه. مع مرور الوقت، شعر بشعور أعمق من الرضا والسلام في داخله، مدركًا أن القرب من الله يتحقق من خلال اللطف تجاه خلقه.