تشير البساطة في القرآن إلى الاعتدال في الحياة وتجنب الإسراف.
البساطة هي مفهوم مركزي ومهم في الإسلام، حيث تلعب دوراً حيوياً في تشكيل حياة المسلم وتنظيم علاقته بالله وبالناس وبالمجتمع. وقد جاءت الإشارة إلى هذا المفهوم في العديد من آيات القرآن الكريم التي تتناول مواضيع الإفراط والمغالاة في أمور الحياة، مما يبرز أهمية الاعتدال والاعتناء بالقيم الإنسانية والأخلاقية. فالبساطة ليست فقط عن نمط الحياة، لكنها أيضًا تعبير عن فهم عميق للقيم الإنسانية التي تشدد عليها تعاليم الإسلام. في سورة الأعراف، الآية 31، نجد توجيهًا واضحًا للمسلمين حول ضرورة الاعتدال في استخدام النعم: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، وهذه الآية تذكرنا بأهمية التوازن في حياتنا اليومية بما في ذلك الأكل والشرب، وهو ما يشير إلى ضرورة الانتباه إلى صحتنا النفسية والجسدية وعدم الانغماس في الملذات الدنيوية. البساطة تعني فهم القيمة الحقيقية للحياة وعدم الانجراف نحو المتع الزائفة التي لا تعود بالنفع على الروح. الأساس هنا هو أن القرآن يعلمنا أن هذه الحياة ليست إلا منزل زائل، وأن الرغبات الدنيوية يمكن أن تلهي الإنسان عن ذكر الله وعبادته. وفي سورة آل عمران، الآية 185، ذكر الله: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعٌ غَرُورٌ". هنا، يجب أن نفهم الازدواجية بين الحياة الدنيا والآخرة. فالرغبات الدنيوية ليست سوى بضاعة فانية، ويجب أن نكون حذرين حتى لا تأخذنا الحياة بعيدًا عن أهدافنا الحقيقية. البساطة تعبر عن صفاء الحياة الذي يسعى إليه الفرد، حيث يمكننا أن نستخدم نعم الله في سبيل الخير وخدمة الآخرين، بدلاً من التفاخر أو الاستعراض. عندما ننجح في تحقيق البساطة، يمكن للفرد أن يعيش حياة مليئة بالطمأنينة والسلام الداخلي، بعيدًا عن الأعباء المترتبة على الاستهلاك المفرط والانغماس في الملذات. إن التركيز على القيم الأخلاقية مثل العطاء والإيثار والانضباط هي ميزات مهمة لمفهوم البساطة. فالبساطة ليست مجرد نمط، بل هي أسلوب حياة يتطلب إعداد القلب والعقل لتقبل الأمور بشكل مختلف. علاوة على ذلك، تدعونا تعاليم الإسلام للإيمان بأن التوازن في الحياة يتطلب منا أن نكون واعين لنعم الله، وأن نستخدمها بطرق تحسن من حياة الآخرين وتعزز السلام والمحبة في المجتمع. إن تقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين، وزيارة المرضى، ومساندة المجتمع، كلها علامات من علامات البساطة. هذه الأعمال لا تعزز من مكانتنا في المجتمع فقط، بل تقربنا من الله وتجعلنا نذوق طعم السعادة الحقيقية. في المجمل، تعتبر البساطة أساسًا حيويًا لتربية الأجيال القادمة. فالشباب اليوم يواجهون تحديات كثيرة في عالم مليء بالمغريات والمشتتات. من الضروري أن نعزز لديهم قيم البساطة والاعتدال، وأن نُعلمهم كيفية إدارة رغباتهم بطريقة صحيحة. التعليم عن البساطة يمكن أن يكون له تأثير عميق على كيفية تشكيلهم لحياتهم وكيفية التعامل مع الآخرين. كما دور المجتمع في نشر مفهوم البساطة يكون كبيرًا. من خلال الاتصالات والملتقيات، يمكننا إيجاد طرق لتعليم الناس قيمة الاعتدال وأهمية التعاون فيما بينهم. فالمجتمع الذي يعتنق البساطة يُعتبر قدوةً للآخرين، ويمكّن أفراده من التفاعل بشكل أكثر إيجابية. في الختام، فإن البساطة تشكل حجر الزاوية في حياة المسلم. إن فهمنا العميق لمفهوم البساطة وتأصيله في حياتنا يمكن أن يؤدي إلى تحسين العلاقات الإنسانية وتعميق الروابط الروحية بيننا وبين الله. لذا، يجب علينا أن نسعى جاهدين لتحقيق البساطة في كل جوانب حياتنا، مما يقربنا من الله ويمنحنا حياة مليئة بالمعنى والسعادة الحقيقية.
كان هناك رجل يسمى حسن يعيش في قرية. كان دائمًا يسعى لحياة بسيطة وهادئة. قرر أن يكرس كل ما لديه من أجل الله ومساعدة المحتاجين. في يوم من الأيام ، صادف شابًا كان يعاني من الفقر في السوق. ساعده حسن ودعاه إلى منزله. قضيا ساعات في الحديث والنقاش حول الحياة. مستوحى من حسن ، قرر الشاب أن يتبنى حياة أبسط. تبرز هذه القصة أهمية البساطة والصدقة في الحياة.