يمكن أن تنشأ اللامبالاة من الإهمال وانعدام الوعي وتقليد الآخرين.
لا يقدم القرآن الكريم تفسيرًا مباشرًا لسبب عدم مبالاة بعض الأفراد بأفعالهم، ولكنه يتضمن إشارات قوية تدعو للتأمل في مفهوم المسؤولية الإنسانية وأهمية الالتزام بالتعاليم الربانية. إن القرآن الكريم يُعدّ دليلاً فكرياً وروحياً يجسد الحالة البشرية، ويبرز العواقب التي قد تنجم عن الإهمال والتقليد الأعمى لأفعال السابقين. إن ما يثير الانتباه هو قدرة النص القرآني على توفير توجيهات موثوقة لمساعدة الناس في فهم أنفسهم وعلاقتهم بالخالق، بالإضافة إلى كيفية تعاطيهم مع العالم من حولهم. تستند تلك الفكرة إلى العديد من الآيات القرآنية التي تفسر كيف ينجرف الإنسان عن المسار الصحيح، وتقدم أمثلة على ذلك من خلال سرد قصص الأولين والحضارات السابقة. كما يشير الله سبحانه وتعالى في سورة النحل، الآية 83: "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا". من هذه الآية، ندرك أن هناك انطلاقة قوية نحو التقليد الأعمى، حيث يفضل الكثيرون الارتباط بما فعله آباؤهم وأجدادهم على الاستماع لما يتطلبه منهم الله. تتجلى ظاهرة التقليد في المجتمعات المختلفة، ونجد أن الأفراد يتبعون عادات وتقاليد خاصة دون التفكير في جدواها أو في الفوائد الروحية التي يمكن أن يخسرونها. هذه الظاهرة تعكس حالة من الاغتراب العقلي والروحي، وتبرز كيف أن الثقافة والتقاليد قد تعمي بعض الأفراد عن رؤية الحقائق الواضحة. يتطلب الأمر جرأة فكرية وقوة داخلية لكي يتمكن الإنسان من الجلوس والتفكير بعمق، وتساءل حول مدى صحة المعتقدات التي يتبعها، والعواقب التي تترتب على ذلك. بالإضافة إلى ذلك، فإن الآية التي جاءت في سورة البقرة، الآية 18: "صم بكم عمي فهم لا يرجعون"، تسلط الضوء على عواقب الإهمال والجهل؛ إذ تصف الأفراد الذين يعيشون في حالة من العمى الفكري، بعيدين عن الحق، وغير قادرين على العودة إليه. تناسق ذلك مع دراسة سلوك الإنسان في العصر الحديث يظهر أن هناك نمطًا مشتركًا للغاية بين عدم المبالاة والأفعال. فالكثير من الأفراد يديرون ظهورهم لالتزاماتهم الدينية والأخلاقية حيثُ يتشربون بالمشتتات اليومية، من وسائل الإعلام إلى مشاغل الحياة التي تجعلهم يغفلون عن عظمة الأفعال التي يقومون بها. هؤلاء الأفراد قد ينغمسون في عادات غير مثمرة، مثل الانغماس في الملذات الدنيوية والمسلسلات، مما يجعلهم ينسون تمامًا واجبهم نحو أنفسهم ومجتمعهم. إن فقدان الارتباط بالقيم الروحية يؤدي إلى تفشي حالة من اللامبالاة في المجتمع. فبدلاً من التفكير في عواقب الأفعال، ينغمس الأفراد في حوارات عقيمة وأفعال لا تعكس قيمهم الحقيقية. وعلى الرغم من أن المجتمعات الحديثة توفر فرصًا ضخمة للاطلاع والتعلم، إلا أن الكثيرين يفضلون التسلية السطحية على التفكير العميق في الذات والقيم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن القوى الحقيقية التي تعزز عدم الاكتراث تتمثل في نقص التذكير بالمبادئ والقيم الروحية. فعندما يُغفل الناس عن أهمية إجراء المراجعات الذاتية والتفكير النقدي في أفعالهم، فإنهم يصبحون عرضة للاستهتار بمسؤولياتهم. وفي سياقٍ أعمق، يأتي دور التذكير من داخل المجتمع، ومؤسسات التعليم، والدعوة، في تعزيز أهمية الوعي والشعور بالمقاصد العليا. تمثل البيئة المحيطة بـ الفرد أيضًا عاملاً مهماً في تنمية شعور المسؤولية. فوجود بيئة تشجع على التعليم والتفكير النقدي وتدعم الأفراد في رحلتهم الروحية يمكن أن تكون لها آثار سلبية إيجابية على رفاهية الإنسان. في المقابل، الاستسلام للتقاليد وإغفال القيم الإسلامية يمكن أن يكون له عواقب وخيمة. علاوة على ذلك، فإن دور الثقافة والبيئة المحيطة من الأمور التي لا يمكن تجاهلها. فهناك تأثيرات ثقافية وسوشيالية تساهم في تشكيل سلوك الأفراد، ويجب على المجتمعات المختلفة أن تُدرك مسؤولياتها في توصيل التعاليم والقيم بشكلٍ مُحسن. يتطلب الأمر جهودًا مشتركة من الأفراد والمؤسسات المسؤولة، سواء في إطار الأسرة أو في المجتمع الأوسع للتعامل مع ظاهرة عدم المبالاة. يجب تعزيز التعليم الديني والروحي وإحياء الوعي بأهمية المسؤولية الفردية والاجتماعية. في الختام، يمكن القول إن معالجة ظاهرة عدم المبالاة تتطلب تحليلًا عميقًا وشاملاً للأسباب الكامنة ووسائل معالجة الفكر والممارسات السلبية. ينبغي أن نشدد على أهمية التذكير بالقيم الروحية والاتصال بالهوية الدينية، وذلك لتعزيز النمو الفردي والارتقاء بالوعي في المجتمعات. فالعمل على تقليل عدم الاكتراث يتطلب الوعي الذاتي المستدام والتوجيه الإيجابي من المجتمع والأسرة، مما يساعد الأفراد على العودة إلى جوهرهم ودعوتهم للامتثال لما يأمر به الله.
في يوم من الأيام ، كان هناك رجل يُدعى حسين ، غارقة في أفكار غير مثمرة وغير مبالٍ بأفعاله. ذهب إلى المسجد وسمع آيات القرآن. فجأة أدرك أنه يحتاج إلى تحمل المسؤولية عن الأشياء التي يفعلها. قرر حسين قراءة القرآن كل يوم وإجراء تغييرات في حياته. لم تساعد هذه التغييرات في منظوره على تحسين حياته فحسب ، بل أثرت أيضًا على من حوله.