مشاعر عدم وجود هدف تنبع من الانحراف عن الطريق الصحيح في الحياة وعدم وجود اتصال قوي مع الله.
تعتبر المشكلة التي يتعرض لها الكثير من الأفراد، وهي الشعور بعدم وجود هدف في الحياة، من المسائل الشائعة والمعقدة في عالمنا المعاصر. يعيش معظمنا في ظروف مليئة بالتحديات، وتظهر هذه المشاعر بشكل خاص عندما يبدأ الفرد في التساؤل عن معنى حياته وهدف وجوده. في هذا السياق، يعتبر الدين، وبالتحديد التعاليم القرآنية، مرجعًا هامًا لفهم أهداف الحياة وكيفية تحقيقها. فالأهداف الحياتية ليست فقط مرتبطة بالنجاح الدنيوي أو المال، بل تتعلق أيضًا بالعلاقة القوية مع الخالق وكيفية التفاعل مع المجتمع من حولنا. في القرآن الكريم، يتضح بجلاء غرض حياة الإنسان من خلال الآيات التي تركز على العبادة والعلاقة مع الله. في سورة الذاريات، الآية 56، يقول الله تعالى: 'وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون'. هذه الآية تعكس هدف وجود الإنسان كعباد له، مما يشير إلى أهمية العبادة في تشكيل معنى الحياة. فمن خلال العبادة، يجد الأفراد فرصة للتواصل مع الله، مما يوفر لهم شعورًا بالأمان والغرض. العبادة، إذن، ليست مقتصرة فقط على أداء الطقوس، بل تشمل أي عمل يُقدّم بابتغاء رضى الله. وهذه الأعمال تمتد لتشمل التعامل الحسن مع الآخرين، وتحقيق العدالة، والإحسان للفقراء والمحتاجين. مما يجعل الحياة أكثر ثراءً وعمقًا. ومن هنا، يمكن القول إن الأفراد الذين يتجهون نحو تحقيق أهدافهم الحياتية من خلال الالتزام بالقيم الدينية يستطيعون أن يشعروا بالامتنان والإيجابية. علاوة على ذلك، في سورة البقرة، الآية 177، تُذكر العديد من الأعمال التي تقرب الإنسان من أهدافه الحقيقية، ومنها تقديم الزكاة، الإيمان بالله، والإيمان باليوم الآخر، والمعاملة الحسنة للناس. بشكل عام، تدل هذه النصوص على أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الإيمان والسلوك، وأن الأفراد الذين يحرصون على التمسك بتلك القيم يعززون شعورهم بالهدف والوجود. يمر الكثير من الأفراد بتجارب شخصية تشكل مفهومهم عن الحياة، وقد يتأثر شعورهم بعدم وجود هدف ببيئتهم، أو بتجارب سلبية سابقة. في هذا السياق، قد يكون الاتجاه إلى فهم عميق للعبادة والروحانية من خلال التعاليم الإسلامية وسيلة فعالة للتغلب على هذه المشاعر. على سبيل المثال، ممارسة الصلاة والتأمل في معاني الآيات القرآنية يمكن أن يساعد الأفراد على إعادة تقييم أولوياتهم وأهدافهم في الحياة. كما يعتبر الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والخدمة المجتمعية أيضًا جزءًا من تنفيذ أهداف الحياة. فالمشاركة في أعمال الخير، مثل مساعدة المحتاجين أو التطوع في المشاريع المجتمعية، تعزز من شعور الفرد بأهمية وجوده في المجتمع، مما يمنحه هدفًا وغاية. هذه الأنشطة لا تعيد فقط بناء الثقة بالنفس بل تلعب دورًا هامًا في بناء العلاقات الاجتماعية وتعزيز الروابط الإنسانية. للأسف، قد يؤدي الابتعاد عن القيم الإسلامية إلى زيادة الإحساس بعدم وجود هدف في الحياة. فتراجع القيم الأخلاقية والروحية في المجتمعات الحديثة يُعد من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تدهور الصحة النفسية للأفراد. وبالتالي، من الضروري أن نسعى إلى تقوية هذه القيم ونشرها بين الأجيال الجديدة. من خلال التعليم الجيد والتوجيه الروحي، يمكن أن نساعد الشباب على بناء رؤى واضحة لحياتهم، مما يسهم في تقليل شعورهم بعدم وجود هدف. في الختام، يمكن القول إن الشعور بعدم وجود هدف في الحياة هو شعور شائع، ولكنه يمكن التغلب عليه من خلال التوجه نحو التعاليم الدينية والتركيز على بناء علاقة قوية مع الله. إن إدراك غرض الخلق، كما وضح في القرآن، يمكن أن يسلط الضوء على جوانب جديدة من الحياة ويحفز الأفراد على السعي نحو أهداف نبيلة. بالتالي، ينبغي علينا ألّا نغفل دور الدين في توجيه حياتنا، والاعتماد عليه كمرجع لتحقيق الأهداف المعنوية والروحية. بالتأكيد، إن الالتزام بمبادئ وقيم التوحيد والعمل بها، يجعل حياة الإنسان ليست فقط مثمرة بل تحمل معانٍ عميقة، وقيم أخلاقية تجعله يشعر بالامتلاء والرضا.
في يوم من الأيام ، شعر رجل يُدعى حسن بعدم وجود هدف. بحثًا عن معنى الحياة ، لجأ إلى الكتب الدينية ومن خلال دراسة القرآن اكتشف أن هدفه هو عبادة الله. من خلال البدء في القيام بأعمال جيدة ومساعدة الآخرين ، وجد المزيد من الرضا والسلام في حياته. تدريجياً ، أدرك أن حياته مليئة بالمعنى ونقل هذا الشعور إلى الآخرين.