يحب الله الذين يساعدون الآخرين، وهذا السلوك هو علامة على إيمانهم.
تُعتبر أعمال الخير والمساعدة للآخرين من القيم الأساسية التي يُشدد عليها في الدين الإسلامي. حيث لا يقتصر معنى الخير على تقديم المساعدة المادية أو العينية فحسب، بل يشمل أيضًا تقديم الدعم النفسي والمعنوي للأفراد الذين يعانون، مما يعكس قدرة الإيمان على تشكيل مجتمعات تُعبر عن الإنسانية والتعاون. يعد القرآن الكريم والسنة النبوية هما المصدران الرئيسيان اللذان يسلطان الضوء على أهمية هذه الممارسات، كما أنهما يُبرزانهما كجزء لا يتجزأ من الإيمان والتواصل الإنساني. أولاً، تُشير سورة المائدة في الآية 32 إلى عظمة قيمة الحياة الإنسانية، حيث يقول الله تعالى: "من أجل ذلك، كتبنا على بني إسرائيل أن من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا." تكشف هذه الآية بوضوح عن أهمية الحفاظ على الحياة، ومدى تأثير الأفعال السيئة التي تؤدي إلى إيذاء الآخرين. فعندما يقوم الشخص بعمل الخير، مثل إنقاذ إنسان من خطر أو تقديم العون للمحتاجين، يُعتبر كمن أحيا الناس جميعًا. وهذا يعكس الروح الإنسانية والرحمة التي يجب أن تسود بين الأفراد. بالإضافة إلى ذلك، تبرز سورة الأنعام في الآية 160 قيمة الأعمال الصالحة، حيث يقول الله: "ومن جاء بالحسنة فله خير منها." يشير ذلك إلى أن الله يُجازي عباده على أفعالهم الخيرة بالمغفرة والبركات. فكل فعل يُقدمه الفرد للآخرين يُعتبر خطوة نحو الجنة واستثمارًا في الرحمة الإلهية. هذا الربط بين الأعمال الخيرة والثواب العالي يُشجع المسلمين على الاستمرار في فعل الخير والبذل. ولا يقتصر الحديث عن أعمال الخير على النصوص القرآنية فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الأحاديث النبوية التي توضح أهمية العمل الإيجابي. فقد ورد عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "أفضل الناس أنفعهم للناس." تعكس هذه المقولة قيمة الإنسان التي تقاس بالأعمال التي تُحسن من حياة الآخرين، وتُعزز من الروابط الإنسانية، مما يدفع الأفراد للتحلي بروح العطاء. إضافة إلى ذلك، يتجلى الالتزام بأعمال الخير كجزء من الإيمان الحقيقي. فقد قال الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم): "من لا يُؤثِر الناس، لا يُؤثِر الله." تتضمن هذه العبارة رسالة واضحة، تُحذر من أن الشخص الذي لا يسعى في رضا الآخرين أو لا يُقدم المساعدة لهم يُعد غير مقبول في ميزان الإيمان. وهذا يعكس مفهوم أن الإيمان لا يُقاس بالأقوال فقط، بل يجب أن يظهر في الأفعال والسلوكيات. علاوة على ذلك، يمكننا استنتاج أن حب الله للفرد يظهر من خلال مدى قدرة الفرد على تقديم الخير للآخرين. فكلما زادت الأعمال الصالحة التي يقوم بها الفرد، زاد حبه عند الله. وبالتالي، فإن العطاء والمساعدة يُعبر عن ترابط بين الإنسان وربه، مما يعكس روح الإيمان القوي. تُظهر أيضًا سورة البقرة في الآية 261 كيف أن الأعمال الصالحة تُعتبر مزرعة للخير، حيث يقول الله تعالى: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة. والله يضاعف لمن يشاء." تعبّر هذه الآية عن الفوائد العديدة لعمل الخير، حيث أن كل حبة تُزرع في سبيل الله تُرجع لصاحبها أضعافًا مضاعفة. هذا التشبيه يُذكرنا بأن العطاء لا يموت وأن من يُنفق في سبيل الله سيجد البركة في أمواله ونعمته. كما أن الإيثار لم يساعد الآخرين هو معيار من معايير الكرم العظيمة في الإسلام. إذ يشير الإمام علي (عليه السلام) إلى أهمية الإيثار والمساعدة للآخرين بالقول: "إنما كمال الإيمان إيثار ما تحب على ما تكره." هذا يدركنا أنه يجب أن نضع مصلحة الآخرين قبل مصالحنا الذاتية، وهو ما يعكس روح التعاون والمحبة في المجتمع. في ختام هذا المقال، يُعتبر القيام بأعمال الخير ومساعدة الآخرين دعوة نبيلة تُعبر عن إنسانية الفرد وصدقه مع نفسه ومع الله. فالإسلام يدعو إلى الإيثار والعطاء، بحيث يُصبح الفرد قدوة للآخرين ويعمل على بناء مجتمعات قوية ومترابطة من خلال فعل الخير. إن التعزيز المستمر لقيم العطاء والمساعدة في المجتمع يُسهم بشكل كبير في تحقيق السلام الداخلي والخارجي، ويُعكس صورة إيجابية عن الإسلام كدين يُعلِي من شأن الخير ويحثّ على المحبة والرحمة بين البشر. ختامًا، إن التواصل الإيجابي وتقديم الدعم للآخرين يُعتبران من سمات المسلم الحقيقي، وعلينا جميعًا أن نكون سعاة الخير في مجتمعاتنا وأن نؤثر الآخرين قبل أن نفكر في أنفسنا. إن مساعدة الناس والعمل من أجلهم هي الطريقة المثلى لتعزيز الإيمان والروح الإنسانية، وهي السبل التي تسهم بفاعلية في بناء مجتمعاتٍ مفعمةٍ بالحب والتعاون.
ذات يوم، كان هناك رجل يُدعى حسن لديه رغبة عميقة في مساعدة الآخرين. أراد أن يصنع حياة أفضل لمن حوله. وفي أحد الأيام قرر أن يساعد يتيماً، ومنذ ذلك اليوم، بدأ يصنع أصدقاء جدد وشعر بسعادة تتفتح في قلبه. أدرك حسن أن مساعدة الآخرين لا ترضي الله فحسب، بل تجعل حياته أكثر سعادة.