تم التأكيد على الإحسان إلى الحيوانات في القرآن ويحقق الثواب. كما أكد النبي على أهمية محبة الحيوانات.
إن الإحسان إلى الحيوانات يعد من القيم الإنسانية السامية التي تحث عليها الأديان، وخاصة الدين الإسلامي الذي يركز على الرحمة والحنان تجاه جميع المخلوقات. لقد أكدت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على أهمية هذه القيمة، مما يعكس رحمة الله ومحبته لمخلوقاته. فالحيوانات، رغم كونها مخلوقات غير عقلانية، إلا أن لها حقوقًا يجب أن تُحترم، وهذا ما يعكس الوعي الإنساني بأهمية التعايش السلمي مع جميع الكائنات التي تشاركنا هذا الكوكب. في القرآن الكريم، نجد أن الإحسان إلى الحيوانات ورد في العديد من الآيات التي تدعو إلى الرحمة والعطف. في سورة المائدة، الآية 32، يشير الله إلى حرمة إراقة الدماء بغير حق وإيذاء الكائنات الحية. يقول الله تعالى: "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا. وَمَن أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". وهذا يعني أن أي فعل من أفعال الإيذاء أو الظلم تجاه أي كائن حي هو فعل خطير ومنبوذ. إن الخطاب الإلهي هنا يُظهر أهمية احترام حقوق الحيوانات ويحث البشر على أن يكونوا حراسًا لهذه الحقوق. علاوة على ذلك، هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تعكس عمق هذه الرسالة، ومن أبرزها الحديث الذي يروي أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أخبر عن شخصٍ سقى كلباً عطشاناً، فغفر الله له وأدخله الجنة. هذا الحديث يُظهر بوضوح أن الرحمة والتعاطف مع الحيوانات لا تُعتبر فقط أفعالاً أخلاقية، بل لها أبعاد روحية ودينية عميقة. وهو يُذكرنا بأهمية تقديم الرعاية لهذه المخلوقات الخاضعة لنظامنا البيئي وعلاقتنا اليومية بها. وكما نعرف، يعتمد البشر بشكل كبير على الحيوانات في حياتهم اليومية. سواء كانت الحيوانات الأليفة التي نعيش معها في منازلنا، أو الحيوانات التي تساعدنا في الزراعة أو النقل أو توفير الغذاء. يجب أن نُظهر الوعي تجاه حقوق هذه الكائنات ونعاملها برفق وحب. الإحسان إلى الحيوانات ليس مجرد واجب أخلاقي بل هو أيضًا مسؤولية تُعتبر من أساسيات الحياة الإنسانية. في سورة النحل، الآية 8، يُشير إلى خلق الحيوانات والفوائد الجمة التي نستمدها منها، حيث يقول الله تعالى: "وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ". لقد أكرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بأن جعل له القدرة على الانتفاع من هذه المخلوقات، وهذا يستوجب منا أن نكون شُكراء وراعيين لحقوقهم. إن احترام حقوق الحيوانات ورعايتها يُعتبر من الأخلاق الحميدة التي يجب أن يتحلى بها الفرد. فتوجيه اللطف والعطف إلى الحيوانات المُعَذبة أو المهملة يُعبر عن إنسانية الشخص ويعكس قيم المجتمع بشكل عام. كما أن المجتمع الذي يُعامل الحيوانات برأفة يعد مجتمعًا يتسم بالطابع الإنساني والأخلاقي. من الناحية البيئية، يجب أن نستوعب أن حماية الحيوانات والإحسان إليها يساهم في الحفاظ على التوازن البيئي. فقد أظهرت دراسات عديدة أن الحياة البرية وصحة النظام البيئي ترتبط بشكل كبير برفاه الحيوانات. عندما نقوم بإيذاء أو قتل الحيوانات بلا مبرر، فإننا نُحدث أضرارًا جسيمة بالنظام البيئي، مما يؤثر سلبًا على الإنسان نفسه. فهو يعتمد على البيئة النظيفة والسليمة من أجل البقاء. وفي الختام، يمكن القول أن التعامل مع الحيوانات بطريقة حسنة ليس صحيحًا من الناحية الأخلاقية فحسب، بل هو أيضًا تأكيدًا على القيم الإلهية والإنسانية. ومن خلال تطبيق التعاليم الدين الإسلامي، يجب علينا العمل على تحسين ظروف حياة الحيوانات وتوفير الرعاية اللازمة لها. إن لنا فرصة عظيمة لنكون سببًا في نشر حقوق هذه المخلوقات، ولنجعل من الرحمة والإحسان إلى الحيوانات جزءًا من ثقافتنا اليومية. فالإحسان إلى الحيوانات هو تجسيد للرعاية والحنان الذي أوصانا به ديننا الحنيف، وهو واجب على كل إنسان يعبر عن إنسانيته ويظهر تعاطفه مع جميع مخلوقات الله.
كان هناك شاب يُدعى علي، وعندما كان يتجول في طريقه، صادف قطة بلا مأوى كانت تبدو جائعة وضعيفة للغاية. قرر أن يقدم لها بعض الطعام ويعتني بها. لاحقًا، أدرك علي أنه من خلال هذا العمل، لم يساعد القطة فحسب، بل شعر أيضًا بسعادة وسلام أكبر داخل نفسه. من خلال تذكر هذه الآيات القرآنية، أدرك أن الإحسان إلى الحيوانات ليس فقط محصودًا، بل يعزز أيضًا نموه الروحي.