يؤكد القرآن على الرحمة بالحيوانات ويذكرنا بأهمية احترام جميع أشكال الحياة.
تعد الرحمة واحدة من القيم الإنسانية الأساسية التي يوليها الإسلام أهمية كبيرة، فهي تجسد القيم الإنسانية النبيلة التي تعزز التواصل الإنساني وتجعل الحياة أكثر سعادة وتآلفاً. وقد أوضح القرآن الكريم من خلال العديد من الآيات أن الرحمة ينبغي أن تشمل جميع المخلوقات، بما في ذلك الحيوانات. إن هذه الرؤية تتجلى بوضوح في سياق التعاليم الإسلامية، حيث تشدد على ضرورة التعامل برحمة ورفق مع جميع الكائنات. في هذا المقال، سنلقي نظرة أعمق على مفهوم الرحمة تجاه الحيوانات في الإسلام، وسنسلط الضوء على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعم هذا المبدأ. إن الرحمة ليست مجرد كلمة، بل هي شعور عميق يدعو الفرد إلى التعامل مع الآخرين بلطف وحنان. في القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات التي تتحدث عن الرحمة، حيث إنه وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بالرحمة في العديد من المواضع، مما يبرز أهمية هذا العنصر في مسيرة الإنسانية. في سورة الأنعام، يقول الله تعالى: 'وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي ٱلْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍۢ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌۢ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي ٱلْكِتَـٰبِ مِن شَىْءٍۚ'. هذه الآية تحمل دلالة عظيمة، حيث تؤكد أن الله سبحانه وتعالى عالم بكل مخلوق وعدم إهماله لأي شيء. فالخالق يعلم أن لكل مخلوق قيمته وحقوقه، مما يستدعي من الإنسان أن يكون مدركًا لهذه الحقيقة. علاوة على ذلك، يؤكد الله تعالى في سورة المائدة (الآية 32) على أهمية الحفاظ على الحياة، حيث يقول: 'مَن قَتَلَ نَفْسًۭا بِغَيْرِ نَفْسٍۢ أَوْ فَسَادٍۢ فِي ٱلْأَرْضِ...'. هذه الآية توضح تمامًا أن إلحاق الأذى بأي كائن حي، بما في ذلك الحيوانات، يعد انتهاكًا لمبادئ احترام الحياة. فالإسلام لا يقبل بأن يتم التعامل مع أي مخلوق بطريقة تؤذيه أو تعرّض حياته للخطر، سواء كان إنسانًا أو حيوانًا. وفي سياق الحديث عن الرحمة تجاه الحيوانات، نجد أن أقوال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) تدعو أيضًا إلى المعاملة الحسنة للحيوانات. هناك العديد من الأحاديث التي تؤكد على أهمية الرفق بالحيوان، ومن ذلك ما روي عن النبي أنه قال: 'إن الله كتب الإحسان على كل شيء'. وبهذا، يتضح أن الرحمة تشمل جميع الكائنات الحية. على سبيل المثال، وردت قصة عن امرأة تم معاقبتها في النار بسبب إساءتها إلى قطة، حيث حبستها وأهملتها دون أن تطعمها. هذه القصة ليست مجرد سرد لحدث وقع، بل تعكس مبدأ أساسي في الإسلام، وهو ضرورة إظهار الرحمة والرفق تجاه جميع المخلوقات. في الحقيقة، يعتبر الإسلام أن تربية الحيوان والعناية به مسؤولية عظيمة. فعلى الفرد أن يتفهم احتياجات الحيوان وأن يوفر له الرعاية المناسبة، سواء كانت غذاءً جيدًا أو مأوىً آمنًا. ويعكس ذلك مدى تعمق الرحمة في أخلاق المسلم، إذ إن عدم الرأفة بالحيوانات يمكن أن ينذر بتبعات خطيرة على الإنسان نفسه. كذلك، نجد أن العلماء والفقهاء المسلمون عبر العصور قد اهتموا بإيجاد الأحكام الشرعية التي تكفل حقوق الحيوانات، والتأكيد على ضرورة حمايتها. فالرحمة تجاه الحيوانات لا تقتصر فقط على تقديم الطعام والشراب، بل تشمل حقوقًا أخرى منها عدم الإساءة إليهم أو استغلالهم بشكل يعرضهم للأذى. إن الاحترام للحيوانات يتضمن أيضًا عدم استخدامها في المسابقات المليئة بالعنف أو الإساءة، فتلك الأعمال لا تعكس روح الإسلام الرحيمة. كما أن الحفاظ على البيئة وموارد الكائنات الحية هو جزء من المسئولية الإنسانية نحو الله والعالم الطبيعي. في الختام، يتعين علينا جميعًا أن نتأمل في تعاليم القرآن الكريم وسنة النبي (صلى الله عليه وسلم) ونطبقها في حياتنا اليومية عندما نتعامل مع الحيوانات. إن الرحمة ليست مجرد واجب ديني، بل هي قيمة إنسانية تساهم في بناء مجتمع متحضر يتم فيه احترام جميع الكائنات. فلنجعل من الرحمة سمتنا في كل تعاملاتنا ولنكن قدوة لغيرنا في الحب والرعاية، سواء للإنسان أو الحيوان. فكل مخلوق على هذه الأرض يستحق الحب والاحترام، لأن الرحمة هي التي تُعطي الحياة معنى وقيمة.
في يوم من الأيام ، قرر رجل يُدعى علي ، يحب الحيوانات ، أن يقضي وقتًا في حديقة حيث تعيش العديد من الحيوانات. كان يطعمهم ويلعب معهم كل يوم. في يوم من الأيام ، لاحظ كلبًا صغيرًا جالسًا بمفرده وجائعًا في زاوية. اقترب منه فورًا وأعطاه بعض الطعام. لم يكن عمل علي من باب اللطف فقط ، بل كان يفهم أن الله يراقب جميع مخلوقاته وأنه يجب علينا احترامها أيضًا. من ذلك اليوم فصاعدًا ، قرر علي زيارة الحديقة كل أسبوع لمساعدة الحيوانات الضالة.