يدعو القرآن باستمرار إلى السلام والتعايش، ويسمح بالحرب فقط في الدفاع عن الحق.
يتحدث القرآن الكريم عن مفهوم السلام والتعايش في العديد من آياته، حيث يُعتبر السلام أحد المحاور الأساسية التي يدعو إليها الإسلام. يتناول القرآن مواضيع متعددة تتعلق بالسلم والتعاطي الإيجابي بين الأفراد والمجتمعات، ويُبرز أهمية التواصل السلمي لتحقيق الوئام بين الناس بمختلف خلفياتهم الثقافية والدينية. يبدأ الحديث عن السلام من آية واضحة تؤكد على ضرورة المحافظة على حياة الإنسان. في سورة المائدة، الآية 32، يقول الله تعالى: 'من أجل هذا كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا.' هذه الآية تحمل رسالة قوية مفادها أن أي عملية قتل أو اعتداء على النفس البشرية تعد جريمة عظيمة، ويستشف منها أهمية الحق في الحياة. علاوة على ذلك، يدل مفهوم السلام في القرآن على تعزيز مبدأ التعايش والتواصل بين البشر. فهو ليس مجرد غياب للصراع أو النزاع، بل هو حالة من التفاهم والاحترام المتبادل. فالقرآن الكريم يحث النّاس على ترسيخ قيم التسامح والعفو، حيث يُشير إلى أن التعامل برحمة ولطف مع الآخرين يُبنى على أساس الإنسانية المشتركة. في سياق تعاليم القرآن الكريم حول السلام، نجد التوجيهات المتعلقة بكيفية التعامل مع الآخرين حتى في أحلك الظروف. في سورة البقرة، الآية 193، يقول الله تعالى: 'وإن جنحوا للسلم فاجنح لها.' تُشير هذه الآية إلى أهمية الاستجابة للمبادرات السلمية، حتى وإن كان هناك نزاع دائم، الأمر الذي يعكس روح التسامح والعدالة في الإسلام. بهذا الشكل، يضع القرآن الكريم أساسًا متينًا للتعايش السلمي، حيث يشجع الدين الإسلامي على الحوار البناء والتواصل الإيجابي، مما يُعزز من فرص السلام الدائم. ويدعونا القرآن إلى عدم التمسك بالعداء والصراع، بل إلى التفكير في الحلول السلمية التي تعود بالنفع على الجميع. أحد الجوانب المهمة في الدعوة إلى السلام هو تربية الأجيال القادمة على هذه القيم. فالتعليم والتوعية حول أهمية السلام والتفاهم يُعتبر من الأمور الجادة التي يجب أن يعمل عليها الأفراد والمجتمعات. وبهذا، يمكن بناء مجتمعات قادرة على التعامل مع التحديات المختلفة بطريقة سلمية ومثمرة. من اللافت أن القرآن الكريم لم يقصر دعوته للسلام على المسلمين فقط، بل نشهد تذكيرًا دائمًا بأهمية التعامل الحسن مع غير المسلمين أيضًا. يُظهر القرآن أن قيم السلام تتخطى الحدود الدينية، حيث يُمكن للجميع أن يجتمعوا على أساس الإنسانية. حيث يتم تشجيع المسلمين على احترام الجيران وغيرهم من أصحاب العقائد المختلفة. إن المسلمين مطالبون بإظهار الأخلاق الحميدة كما أوصاهم الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم). فالمسلم الحقيقي هو الذي يتمتع بالصبور والتسامح، ويعامل الآخرين بلطف، حتى في الظروف التي يصعب فيها التعامل. في هذا السياق، تُعتبر الحرب أو العنف من الأمور الاستثنائية وغير المرغوب بها، إذ يجب أن تكون السلام دائمًا هو الخيار الأول. دعا القرآن حتى في حالات النزاع إلى البحث عن حلول سلمية، مما يُبرز المسئولية التي تقع على عاتق كل فرد لتحقيق هذا الهدف. بالتالي، يُمكن القول أن القرآن الكريم يحمل رسائل قوية حول السلام والتعايش، مسلطًا الضوء على ضرورة احترام حياة الإنسان. إن تعزيز هذا المفهوم في المجتمعات يحتاج إلى تضافر الجهود والتعاون بين الأفراد، حيث يتعزز الإحساس بالمواطنة والانتماء للأخوة الإنسانية. هناك حاجة دائمة لإدماج هذه القيم في نظام التعليم والثقافة العامة، لضمان أن يظل السلام هو الأساس الذي تقوم عليه العلاقات الإنسانية. في النهاية، يمثل القرآن الكريم مصدرًا غنيًا بالمبادئ والإرشادات المتعلقة بالسلام والتسكين، ومع الوقت، من الضروري أن يُستمر في دراسة وتطبيق هذه المفاهيم لتحقيق السلام الشامل والمستدام.
في يوم من الأيام، في مدينة صغيرة، كان هناك رجل يدعى حميد. كان دائمًا يعلّم الآخرين أنه يجب عليهم العيش في سلام وتجنب النزاعات. في يوم من الأيام، أثناء تجوله في السوق، رأى اثنين يتشاجران. تدخل حميد بسرعة وطلب من الطرفين السلام. ذكرهم بآية من القرآن وشرح لهم مدى قيمة الحياة في سلام ومحبة. بعد كلماته، توصل الطرفان إلى اتفاق وعادا إلى منزلهما يسيران جنبًا إلى جنب.