القرآن يمنع بشدة إيذاء النفس ويشجع على حياة إيجابية وحفظ النفس.
إن القرآن الكريم هو الكتاب المقدس للمسلمين، ويعتبر مرجعًا شاملًا للأخلاق والتوجيه الروحي. وقد تناول القرآن العديد من الموضوعات الهامة التي تتعلق بحياة الفرد والمجتمع. ومن جملة هذه الموضوعات المهمة، نجد موضوع إيذاء النفس وكيفية التعامل معه. وفي هذا المقال، نُسلط الضوء على ما جاء في القرآن الكريم بشأن إيذاء النفس، فهذا الموضوع يتطلب منا التفكير العميق والاستفادة من التعاليم الربانية التي تضمن لنا حياة كريمة مليئة بالسلام والراحة النفسية. يتبين من خلال العديد من الآيات القرآنية أن إيذاء النفس هو عمل غير مقبول ويُعدّ معارضًا للإرادة الإلهية. فالله تعالى خلق الإنسان بأفضل تقويم، وكرّمه ومنحه الحياة التي تتسم بالقيمة العالية. لذا فإن إيذاء النفس يتناقض مع هذه القيمة. وقد جاءت بعض الآيات الهادفة لتوجيه الإنسان نحو حماية نفسه ورعايتها والابتعاد عن كل ما قد يؤذيها. في آية من سورة البقرة، الآية 195، يقول الله تعالى: ‘وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ’. هذه الآية توضح بجلاء ضرورة حماية النفس وعدم التسبب في إيذائها. فالسياق العام للآية يدعو المؤمنين إلى الإنفاق في سبيل الله، مما يدل على أهمية العطاء والنبل، ثم يحذرهم من إلقاء أنفسهم إلى التهلكة، مما يعكس عدم جواز إيذاء النفس أو التسبب في الضرر لها. إن إيذاء النفس غالبًا ما يُعبّر عنه بأفعال سلبية من قبيل الانتحار أو تعريض الذات للخطر أو الانخراط في سلوكيات ضارة. ولذا، فإن الإسلام، كما هو واضح من الآيات القرآنية، يعارض كلّ هذه الأفعال ويرشد المؤمنين إلى بناء حياة صحية مع الأخذ بعين الاعتبار سلامتهم الروحية والجسدية. وعندما نبحث في كتاب الله، نجد أن إيذاء النفس يحمل أهدافًا سلبية تؤدي إلى تداعيات جسيمة، حيث قال الله تعالى في سورة النساء، الآية 29: ‘يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ’. تأتي هذه الآية لتضع قاعدة أساسية في المعاملات الإنسانية وتحث على تجنب الأفعال التي تضر النفس وتدمّر المجتمع. إذ يتحقق الإيذاء النفسي في الكثير من الأحيان من خلال استغلال الآخرين أو الاستهتار بحقوقهم، مما يؤدي إلى ممارسات تؤذي النفس وتؤدي إلى فرقة اجتماعية. إن إيذاء النفس يعكس تدهورًا تدريجيًا للروح والتفكير الإيجابي. فعندما نحيد عن قيمنا الأخلاقية ونتجه نحو الأذى، فإننا نفتح الأبواب لأفكار سلبية ومؤثرات مدمرة تؤثر على حياتنا. نحن نرى أيضًا أن الإيذاء النفسي يوجهنا بعيدًا عن الطريق المستقيم، ويؤدي لانفراط العلاقات الاجتماعية. فالتواصل الصحي مع الآخرين يعد من أساسيات الصحة النفسية، وكلما أضعنا هذه العلاقات بسبب سلوكيات سلبية، فإننا نؤذي أنفسنا بالمقام الأول. بناءً على ذلك، يوجهنا القرآن الكريم إلى أهمية حفظ النفس ورعايتها، واستثمارها في ما يُفيد الروح والمجتمع. على المؤمن أن يكون قويًا في مواجهته للتحديات، وأن يسير وفق توجيهات الله. إن الإيمان يجب أن يكون نبراسًا ينير الطريق، ويعزز من قيمة النفس والأفراد. ولهذا يتوجب علينا المحافظة على النفس والتأكد من أنها في حال صحية وجيدة. يمكن أن تكون النصائح المثلى لحفظ النفس كثيرة، مثل التغذية الصحية، والعناية بالصحة العقلية، والابتعاد عن الأماكن التي تروج للسلوكيات الضارة. يجب أن نشجع بعضنا البعض على تبني أسلوب حياة إيجابي. فعندما نحافظ على صحة النفس والجسد معًا، فإننا نشعر بالسعادة والنشاط، مما يعكس التأثير الإيجابي على حياتنا اليومية. في الختام، إن القرآن الكريم يعطينا دروسًا قيمة حول أهمية حماية النفس وأهمية عدم إيذائها، سواء عن طريق الأفعال الضارة أو السلوكيات السلبية. يجب على كل مسلم ومسلمة الاقتراب من تعاليم القرآن، والاستناد إليها كمرشد لتحقيق حياة مليئة بالسلام الداخلي والتواصل الإيجابي مع الآخرين. إن احترمنا النفس وحفظناها، نكون قد عاشرنا الحياة بالشكل الصحيح، وحققنا الرضا النفسي الذي نسعى إليه جميعًا. بمعنى آخر، إن بناء النفس وحمايتها من الأذى هو غاية تبعث الأمل والعمل نحو الخير. فليكن كل فرد منا نقطة انطلاق للتغيير الإيجابي في مجتمعه، ولنساهم جميعًا في بناء عالم يسوده الأمان والمحبة.
في يوم من الأيام ، واجه شاب اسمه علي تحديات في الحياة وشعر بالارتباك. تذكر آيات القرآن وقرر ألا يؤذي نفسه. تدريجياً ، حاول أن يلتمس المساعدة من الله واختر الصداقة واللطف تجاه الآخرين بدلاً من إيذاء نفسه. بعد فترة ، شعر بتحسن وانتقل إلى الإيجابية في حياته.