يجب أن يُفعل الخير من أجل الله ودون انتظار أي مكافأة. يؤكد القرآن على أهمية مساعدة الآخرين.
فعل الخير دون انتظار أي شيء في المقابل هو من التعاليم الأساسية في القرآن الكريم، حيث تمثل هذه القيم جوهر التعاليم الإسلامية التي تدعو إلى الإيثار ومساعدة الآخرين. يعد العمل الصالح وسيلة لإرضاء الله سبحانه وتعالى، وهو أفضل ما يمكن أن يفعله الإنسان في هذه الحياة. إن القيام بالأعمال الخيرية يشكل جزءًا حيويًا من العقيدة الإسلامية، حيث يعتبر المؤمن حاملاً لقيم العطاء والمساعدة. يأتي ذلك في قوله تعالى في سورة البقرة، الآية 273: "لَا يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِم وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ". يحمل هذا النص معانٍ عميقة تدل على أن المؤمنين الحقيقيين لا يفضلون مطالبهم الخاصة ومصالحهم الذاتية على مساعدة المحتاجين، حتى وإن كانوا يعانون من ضغوط الحياة. وهنا نجد أن إيذاء النفس من أجل الآخرين هو على رأس القيم التي يسعى الإسلام لتحقيقها. من المهم أن نلفت الانتباه إلى أن فعل الخير ليس مقصورًا على تقديم المال أو المتاع، بل يتضمن أيضًا تقديم الطعام، والابتسامة، والكلمة الطيبة. في سورة الإنسان، الآيات 8 و 9، يُضيء القرآن الكريم على نماذج رائعة من فعل الخير، حيث يُذكر أن المؤمنين يقدمون الطعام للمحتاجين والأيتام والأسرى، دون انتظار ثواب أو جزاء. يقول الله سبحانه وتعالى: "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا". هذا يوضح أن الدافع لفعل الخير يجب أن يكون خالصًا لله، وأن الحب والعطاء يجب أن ينبعان من القلوب الطاهرة التي تسعى لنيل رضا الله. إن الإيثار يزرع في النفوس إحساسًا بالسعادة والطمأنينة، بالإضافة إلى تعزيز القيم الاجتماعية والروابط بين الأفراد في المجتمع. الهبات والإحسان تجعل القلوب تتقرب من الله وتعزز الروابط الرابطة بين المؤمنين، كما تساهم في تقديم الدعم للعائلات والأشخاص الذين يعانون من صعوبات. وفي هذا الزمن الذي تتزايد فيه تحديات الحياة، يصبح العمل الخيري أكثر أهمية. حيث إن انخراطنا في هذه الأعمال الطيبة ينمي فينا روح التعاون والمشاركة، ويعزز من الاستقرار المجتمعي والنفسي. علاوة على ذلك، فإن بناء المجتمعات المسؤولة والإنسانية يتطلب منا جميعًا أن ندرك أهمية تقديم المساعدة للآخرين، وهذا يتماشى مع ما جاء في القرآن الكريم. يدعونا القرآن دائمًا للاهتمام بالآخرين وأن نكون أداة للتغيير الإيجابي في حياة الناس. فكلما أظهرنا compassion تجاه من هم أقل حظًا، كلما كنا أقرب إلى فهم المعنى الحقيقي للإنسانية. في النهاية، فإن تقدير واحتفال بهذه الفضيلة العظيمة يتطلب منا أن نكون واعين بتعاليم ديننا وأن نعمل على تطبيقها في حياتنا اليومية. فصحيح أن الجائزة الحقيقية لفعل الخير تكمن عند الله، إلا أن الأثر الإيجابي لمساعدة الآخرين يمتد ليشمل المجتمع بأكمله. وهذا، في نهاية المطاف، يبني صلات أعمق بيننا وبين خالقنا. لقد بشّر الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين بأجر غير محدود لمن يقوم بالأعمال الخيرية، فالرسالة الأساسية في الإسلام تكمن في الخدمة من أجل الآخرين بشكل مستمر دون تراجع. لذا، دعونا نكون من الذين يسعون لفعل الخير بتواضع، وبدون انتظار ثواب، بل نبتغي به رضا الله ولطفه. وختامًا، يجب أن ندرك أن فعلاً صالحًا يترجم إلى سلوك مثالي يعكس إيماننا، ويجب علينا جميعًا أن نسعى جاهدين لتطبيق هذه التعاليم في حياتنا اليومية، سواء في العمل، أو في المنزل، أو في المجتمع. فعل الخير لا ينتهي عند حدود معينة، بل هو أسلوب حياة، وهو وصية خالقنا. لنحرص إذًا على أن نظل مستمرين في فعل الخير، فكل عمل صغير يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة شخص آخر.
في يوم من الأيام، كان هناك رجل يُدعى حسن يتجول في الشارع عندما رأى صبيًا صغيرًا يحاول إصلاح دراجته. تذكرًا لآيات القرآن، قرر حسن مساعدة الصبي دون انتظار الشكر أو مكافأة. قام بإصلاح الدراجة بحب وغادر بابتسامة. لاحقًا، أدرك حسن أن هذا العمل البسيط جلب السلام والسعادة إلى حياته.