للحفاظ على الهدوء أمام الأحكام ، توكل على الله واطلب مساعدته من خلال الصبر والصلاة.
في القرآن الكريم، يُعتبر الهدوء والصبر من القيم الأساسية التي يحث الله المؤمنين على التمسك بها، حيث تكررت الإشارات إلى أهمية الصبر في مواجهة التحديات والصعوبات. إن المسلم يحتاج إلى الهدوء والصبر في حياته اليومية، خصوصاً في مواجهة الضغوطات والأحكام التي قد تصدر عن الآخرين. ولعل من أبرز الآيات التي تتناول هذا الموضوع نجد في سورة آل عمران، الآية 186 حيث يقول الله تعالى: "وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ". هذه الآية تدلنا على أننا سنواجه في حياتنا الكثير من الظلم والانتقادات، ولكن إذا تمكنا من الصبر والتحلي بالتقوى، فسوف نكون على درب الحق والنجاح. الصبر يعد من صفات المؤمنين المخلصين، وهو يُظهر نوعاً من القوة الروحية التي تساعد في التغلب على الأحكام الجائرة. إن الهدوء في مواجهة هذه التحديات يمكن أن يكون له أثر بالغ على النفس، فهو يساعد في الحفاظ على السلام الداخلي ويمنع تفشي المشاعر السلبية مثل الغضب أو اليأس. في ثقافتنا المعاصرة، نرى العديد من التأثيرات المحيطة التي قد تقودنا إلى الانفعال بسهولة، ولكن تعاليم ديننا تحثنا على التفكير العميق والتأمل قبل اتخاذ أي رد فعل. الأحكام التي يدلي بها الآخرون غالباً ما تعكس تصوراتهم الشخصية وبيئتهم، لذلك وللحفاظ على هدوئنا، يجب أن نتذكر أن هذه الأحكام ليست بالضرورة تعكس الحقيقة أو ما ينقصنا. كما أنه من المثمر أن نفهم أن هذه الآراء ليست سوى آراء فردية، وأننا يجب أن نركز على أنفسنا وعلى تحسين ذواتنا بدلاً من الانشغال بأحكام الآخرين. إذن، كيف نتجاوز هذه العقبات الذهنية؟ هناك آية أخرى في سورة البقرة، الآية 153، حيث يُحث المؤمنون على الاستعانة بالصلاة والصبر، حيث يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ". هذه الآية توضح كيفية الاعتماد على الله من خلال الصلاة والصبر كوسائل لمواجهة الصعوبات. إنه عندما يشعر المؤمن بالضغط أو التوتر، يستطيع أن يجد العزاء والهدوء في الصلاة التي تقربه من الله وتمنحه القوة. إن تطبيق الصبر في حياتنا اليوميّة هو ضرورة قصوى، فهو ليس مجرد كلمة ولكن هو أسلوب حياة يجب تبنيه خلال الأوقات الصعبة. الصبر يعزز من قدرة الفرد على مواجهة التحديات ويتجاوز العقبات بحكمة. ولنتذكر دائماً أن الصبر ليس ضعفا، بل هو علامة على القوة والثقة بالله. المؤمن الذي يتحلى بالصبر يكون ذلك دليلاً على التزامه وإيمانه بقضاء الله وقدره، وهو على يقين بأن الله معه في أوقاته الصعبة. إن مواجهة الأحكام المجحفة يتطلب منا أيضاً تغيير نظرتنا للأمور، حيث نعود إلى القيم الأساسية في ديننا وعقيدتنا. يجب أن نتعلم كيف نتعامل مع النقد والهجوم دون التأثر بها بالقدر الكبير، وعلينا أن نستمد قوتنا من إيماننا والثقة في ذاتنا وقدراتنا. لهذا فإن إرساء الثقافة الإيجابية في مجتمعنا يستلزم العمل على تحفيز الناس من حولنا لتطوير قدراتهم واستمرارية التعلم والنمو. ولتكون لدينا القدرة على التركيز على التطور الشخصي، فإن استثمار الوقت في تحقيق الأهداف والرؤية الشخصية يعد من الأمور الضرورية التي تعود علينا بالنفع. إن الفرد الذي يركز على نموه الشخصي سيكون أقل تأثراً بالانتقادات، وسيستطيع مجابهة الصعوبات بسهولة أكبر. إن العمل على تحسين الذات يعد وسيلة فعالة للصبر، فكلما ازداد الفرد معرفة وثقافة، كلما زادت قدرته على التكيف. في الختام، يجب أن ندرك أن الهداية والسلوك القويم لا يأتيان من الآراء والأحكام الباطلة بل من الإيمان الصادق والعمل الجاد. لذا، فإن الحفاظ على هدوئنا في مواجهة وابل من الأحكام السلبية يتطلب منا كمسلمين الصبر والتوكل على الله مع الثقة بأن الخير قادم بإذن الله. فلنستعد دائماً للتغلب على التحديات ولنجعل من هذه المعوقات وقوداً يدفعنا نحو النجاح والتقدم الشخصي. كلما تمسكنا بالصبر والثقة بالله، كلما أصبحنا أقوى وأكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة. إن الحياة مليئة بالصعوبات، لكن المؤمن الذي يواجهها بالصبر والهدوء سيكون دائماً قادراً على أن يحقق ما يسعى إليه ويصل إلى درجات رفيعة في الإيمان والنجاح.
في يوم من الأيام ، كانت سارة تتحدث مع صديقتها عن الأحكام التي تواجهها. كانت قلقة ، لكن صديقتها قالت: 'تذكري أنتي تعرفين نفسك أفضل ، وما يهم هو صلتك بالله.' تأملت سارة في ذلك وقررت أن تحافظ على هدوئها وتكرس المزيد من الجهد للأفعال الخيرة.