الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جزء من المبادئ الدينية التي يتحملها جميع المسلمين.
في القرآن الكريم، تم التأكيد على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كأحد المبادئ الدينية التي يجب أن يتمسك بها كل مسلم. إن هذا المبدأ ليس مجرد شعارات، بل هو واجب فعلي يتعين على كل فرد من أفراد المجتمع القيام به. ومن خلال فهمنا لهذا المبدأ، نجد أنه يشكل أهمية كبيرة في تعزيز القيم الأخلاقية والدينية في المجتمع الإسلامي. في سورة آل عمران، الآية 104، يقول الله: "وَلْتَكُن مِّنكُم أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". تُظهر هذه الآية بشكل واضح أهمية وجود فئة من المؤمنين التي تدعو إلى الخير وتشجع على العدل، وتنبه إلى الأخطاء والسلوكيات غير المقبولة. إذًا، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤولية جماعية يتحملها المجتمع بأسره وليس فقط بعض الأفراد أو المجموعات. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل هذه الواجب يقتصر على مجموعة معينة من الأفراد مثل العلماء أو القادة فقط؟ أم أنه يمثل مسؤولية تقع على عاتق كل مسلم؟ الجواب هو أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس حكراً على فئة معينة، بل هو واجب يشمل جميع المسلمين. في آية أخرى، وهي سورة المائدة، الآية 54، يوضح الله تعالى أن عدم التحدث عن السلوكيات الخاطئة سيفتح المجال أمام ظهور أناس يحبهم الله ويحبونه. فذلك يدل على أن كل مؤمن له مسؤولية تجاه إخوانه وأخواته في الدين، وأنه إذا تخلى المسلمون عن هذه المسؤولية، فإن الله سيوجه نعمه إلى أناس آخرين يقومون بتنفيذ هذه المبادئ. هذا المفهوم لا يعكس فقط أهمية الأمر بالمعروف، بل يُبَين أيضًا كيف أن هؤلاء المخلصين هم أسباب فلاح المجتمع. الفلاح هنا ليس معنيًا فقط بالنجاح الدنيوي أو المادي، بل يتعدى ذلك إلى الفلاح الروحي والأخلاقي أيضًا. فإن من يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينقل رسالة أخلاقية نبيلة، ويساهم في بناء مجتمع صحي يحترم القيم والمبادئ، كما يحب الله تعالى ويرضى. من ناحية أخرى، يجب أن نلاحظ أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينبغي أن يتم بحسب الأسس الصحيحة وبطرق ملائمة، تجعله فعّالاً ومحترماً. فليس من الحكمة أن يتم توجيه النقد بلا عقل أو علم، وعلينا أن نتذكر أن كل إنسان لديه ظروفه الخاصة وتجاربه الحياتية التي قد تؤثر على سلوكه. لذا، يجب على الجميع أن يكونوا حذرين عند التحدث عن الآخرين، وأن يتخذوا طرقاً لطيفة وملائمة في تقديم النصيحة والإرشاد. في كثير من الأحيان، يواجه المسلمون تحديات وصعوبات في التعبير عن آرائهم والمشاركة في الأمر بالمعروف. قد تتعلق هذه التحديات بالضغوط الاجتماعية أو الخوف من ردود الفعل السلبية. ومع ذلك، يجب على المؤمن أن يظل مؤمنا بأهمية هذه المسؤولية، وأن يسعى لإحداث التغيير الإيجابي في مجتمعه. تعتبر الشجاعة من الصفات المهمة التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم عند العمل في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فالمؤمن القوي، كما يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هو الذي يمكنه أن يردع المنكر ويعزز المعروف، والسعيد من يسعى للتغيير الإيجابي في نفسه وفيمن حوله. وبذلك، يصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جزءًا من هوية المسلم ويعكس التزامه بقيم دينه. إن العمل في هذا المجال يضع على عاتقنا مسؤولية بناء مجتمع صالح يسوده التعاون والاحترام المتبادل. ينبغي علينا أن نعمل جميعًا على إدراك هذا الواجب بجديّة وعلى أن نتعاون كأمة واحدة نحو تحقيق الأهداف السامية للمجتمع الإسلامي. في الختام، يمكننا القول إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو واجب ديني وأخلاقي يقع على عاتق كل مسلم. ولا يتطلب فقط الإيمان بالقيم والمبادئ، بل يتطلب أيضًا العمل الجاد والمستمر لنشر الخير ومحاربة المنكر. يجب على كل منا أن يكون جزءًا من هذه الحركة، والعمل على تحسين بيئتنا الاجتماعية من خلال التوجيه والإرشاد المحترم، حتى نكون جميعًا معًا رافعة لتوفير مجتمع أفضل. فإن كل جهد يبذل في هذا الاتجاه، هو خطوة نحو النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.
ذات يوم في بلدة صغيرة، قرر شاب يُدعى حسين أن يتصرف وفقًا لآيات القرآن. بدأ يتحدث في حيه حيث كان العديد من الناس يقومون بأفعال خاطئة، مذكرًا إياهم بما هو صحيح وجيد. بالتأكيد، كان لأسلوبه وأقواله تأثير كبير ونجح في تغيير العديد من الآراء. وفي النهاية، انضم إليه العديد من الناس ولم يقتصر الأمر على تشجيعه لنفسهم بل ألهموا أيضًا الآخرين نحو الخير والصدق.