نعم ، يتم تسجيل النوايا الحسنة في سجل الأعمال وتؤثر على أفعال الشخص.
تُعَدُّ النية من الأركان الأساسية في الإسلام، وهي تُعبر عن القصد المقصود من العمل. لقد حظيت النية بمكانة مهمة في القرآن الكريم والحديث الشريف، حيث يُظهر ذلك التأكيد على أهمية النية في الأعمال والعبادات. إن النية لها تأثير مباشر على كيفية قبول الأعمال عند الله وتحديد ثوابها. ولذا، فإن فهم النية يمكن أن يكون له تأثير عميق على حياة المسلم وسلوكياته. إن النية هي تلك الدافعة الداخلية التي تعبر عن ما في القلب من رغبات وأهداف. وقد جاء في الحديث النبوي الشريف "إنما الأعمال بالنيات"، مما يُظهر أن الأعمال تُقبل بحسب نيات القائمين بها. يُعبر هذا الحديث عن قيمة النية في تقبل الأعمال وتحديد موقعها يوم القيامة. فالمسلم يجب أن يكون دائمًا واعيًا لنيته ومقصده في كل عمل يقوم به. في القرآن الكريم، تُوجد آيات كثيرة تُسلط الضوء على النية. ومن آياته قوله تعالى في سورة البقرة، الآية 271: "إذا أعلنتم صدقاتكم، فإنه خير؛ ولكن إذا أخفيتموها وأعطيتموها للفقراء، فهو خير لكم وسيكفر عنكم بعض ذنوبكم". وهذه الآية تبرز أهمية الصدقات، حيث إن النية وراء فعل الصدقة تلعب دوراً محورياً في قبولها من الله. فرغم أن الفعل قد لا يُظهر الصدقة بشكل مباشر، إلا أن النية التي يحملها الفرد تُثمن العمل وتمنحه بعداً روحياً أكبر. آية أخرى تدعم الفكرة هي في سورة آل عمران، الآية 29: "قل: إن ما في صدوركم يعرفه الله". من خلال هذه الآية، يظهر الله سبحانه وتعالى أن العبرة ليست بالأعمال الظاهرة فحسب، بل بالصورة الداخلية، أي النوايا. الله يعرف ما تخفيه القلوب، وهذا وإنذار للمسلمين بأن أعمالهم يجب أن تتوافق مع نواياهم، مما يرتب عليهم مسؤولية كبيرة في تصحيح هذه النوايا. إن النية الحسنة تعتبر نقطة انطلاق لأداء الأعمال الصالحة. عندما يملك الإنسان عزيمة لفعل الخير، فإنه يكون أكثر استعدادًا للسعي نحو البر والإحسان. إن النية ليست مجرد بداية، بل هي توجيه وتصحيح مستمر يعكس سلوكيات الفرد. من خلال العمل بنية صادقة، يمكن للفرد تعزيز حماسه وإرادته لأداء الأعمال الحسنة. تُظهر النية أيضًا جانبًا مرنًا على التأثير اليومي للفرد. إن الشخص الذي يحمل نية حسنة يكون أكثر حماسًا وإيجابية، ما يُشجع عليه لتمرير الأعمال الجيدة في حياته اليومية. التركيز على النية يُعزز شعور المسؤولية تجاه ذاته وتجاه المجتمع، مما يحفز على تحسين السلوك والأخلاق. فعندما تُعزز النية الجيدة، فإن ذلك يؤدي إلى تطوير سلوكيات إيجابية وتعاون بين الأفراد. مع ذلك، يجب أن نفهم أن النية ليست مجرد كلمات يُدلى بها، بل هي شعور عميق في القلب. يجوز أن يقوم الشخص بأعمال يراها الناس خيرًا، ولكن إذا كانت نيته غير موجهة لله، فإن ذلك يؤثر سلبًا على قبول العمل. لذلك، ينبغي على المسلمين أن يسعوا لتصحيح نواياهم، وتوجيهها نحو الله عز وجل. تجدر الإشارة إلى أن حسن النية يكتب في صحائف الأعمال، مما يعني أن حتى النوايا التي لم تتحقق ستحظى بالتسجيل في السجلات. وهذا يجعلنا نُدرك أثر النية يوم القيامة، حيث يُحتسب كل ما قُدِّم في الدنيا لما لها من أهمية. ويوم الحساب سيكون يومًا يتجلَّى فيه ما خفي عن الأعين في الدنيا. فالله سبحانه وتعالى يُحاسب الناس على نياتهم، وأعمالهم التي قاموا بها بناءً على تلك النيات. وفي الختام، يدخل موضوع النية في عمق الحياة الروحية للمسلم. كلما كانت النية صادقة، ارتفعت قيمة العمل من حيث القبول عند الله. يُعتبر التصحيح المستمر للنيات وسيلة لتقوية الإيمان والالتزام بالعبادات، مما يعكس أثره الملموس في الحياة العملية. لذلك، ينبغي على الجميع أن يتأملوا في نفوسهم ويعملوا على تحسين نواياهم باستمرار ليتحقق لهم رضا الله، سواء في هذه الدنيا أو في الآخرة. إن النية ليست مجرد مفهوم بل هي جوهر الإيمان، وسبيل نحو حياة مليئة بالإيجابية والخير.
في أحد الأيام ، أخبرني أحد أصدقائي أنه قرر أن يكون لديه نية جيدة لمساعدة المحتاجين. أراد أن يفعل كل شيء علنًا. ذكّرته أن النوايا وقيام بأعمال الخير ، حتى عند القيام بها سرا ، يتم تسجيلها في سجل الأعمال. بدأ العمل على هذه الفكرة ومنذ ذلك الحين ، أصبحت حياته مليئة بالبركات.