لماذا يظهر الإنسان بسهولة عدم الشكر؟

يميل الإنسان إلى عدم الشكر بسبب تحديات الحياة والغفلة عن النعم وسوء التربية.

إجابة القرآن

لماذا يظهر الإنسان بسهولة عدم الشكر؟

يتعرض الإنسان، باعتباره كائنًا له مشاعر وخصائص معينة، لظهور عدم الشكر لأسباب مختلفة، ولذلك فإن موضوع الشكر يعد من الموضوعات الهامة التي ينبغي البحث فيها وتحليلها بعمق. لقد خلق الله الإنسان مزودًا بنعم كثيرة، لكن بعض الأفراد في بعض الأوقات يميلون إلى عدم تقدير هذه النعم، مما يؤدي إلى عدم الشكر والامتنان للخالق. في هذه المقالة، نسلط الضوء على الأسباب التي تؤدي إلى عدم شكر الله، ونعرض بعض الآيات القرآنية التي تشير إلى أهمية الشكر وكيفية تعزيز هذه القيمة في حياة الأفراد. أولًا، قد تكون الحياة مليئة بالتحديات والمشاكل، وقد ينسى البعض بسهولة العديد من النعم والمساعدات التي حصلوا عليها من الله في الماضي عند مواجهة الصعوبات. يعد هذا الأمر من الأمور الطبيعية التي يعاني منها الكثير من الناس، حيث تسيطر الضغوطات والهموم على عقولهم وتفكيرهم. وفي هذا السياق، يذكر القرآن الكريم أن الإنسان بطبيعته يركز على الخير والنعمة، ولكنه قد يظهر عدم الشكر عند مواجهة المشاكل. في سورة الزمر، الآية 53، يقول الله: "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنْتُمُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۖ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۖ إنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ". تشير هذه الآية إلى أهمية الشكر وضرورة تذكر رحمة الله حتى في أصعب الأوقات. ثانيًا، أحد الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى عدم الشكر هو غفلة الإنسان عن النعم. فالكثير من الناس يعيشون في حالة من الانشغال والغرور، مما يجعلهم يغفلون عن النعم التي تحيط بهم. يقول الله في سورة إبراهيم، الآية 7: "وَإِذْ أَعَزُّ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَإِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ". هذه الآية توضح أن الشكر هو سبب من أسباب زيادة النعم، وأن الإغفال عن هذه النعم قد يؤدي إلى نقصانها. عندما يغفل الإنسان عن شكر الله، قد يفقد الكثير من النعم التي كان يتمتع بها. علاوة على ذلك، يسعى بعض الأفراد إلى إرضاء أنفسهم والدنيا، وينسون أهمية تقديم الشكر للّه. فمن السهل أن ينشغل الإنسان بالأمور الدنيوية ويغفل عن الجانب الروحي في حياته. هنا يأتي دور التربية الصحيحة التي تعزز من قيمة الشكر والامتنان لله. فعندما ينشأ الطفل في بيئة تشجعه على التفكير في النعم وشكر الله، سيصبح شخصًا أكثر قدرة على تقدير تلك النعم في المستقبل. للأسف، يمكن أن تؤدي التربية غير السليمة والتأثيرات الاجتماعية إلى عدم توجه الإنسان نحو النعم الإلهية. كذلك، يُظهر الواقع أن بعض الناس ينتقلون إلى الشكوى بدلاً من الشكر. فعندما يواجهون صعوبات، يميلون إلى التعبير عن استيائهم واحتياجاتهم، دون النظر إلى ما قد حظوا به من نعم. إن هذه النفسية السلبية تحول دون شعورهم بالسعادة والامتنان، وتؤثر سلبًا على صحتهم النفسية والعقلية. وبالتالي، من المهم أن يدرك الأفراد أهمية التفكير الإيجابي وأن يتعلموا كيفية التغلب على الصعوبات بشكر الله بدلاً من الشكوى. على الرغم من التحديات والصعوبات التي تواجهنا في الحياة، يجب علينا دائمًا أن نتذكر الرحمة والنعم التي منحنا إياها الله. إذ إن الشكر ليس مجرد قيمة أخلاقية؛ بل هو عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه. وكلما زاد شكرنا، زادت الخيرات والنعم في حياتنا. فإن الله سبحانه وتعالى وعدنا في العديد من الآيات بأن الشكر يجلب المزيد من البركات. في الختام، يتطلب الشكر انتباهًا ووعيًا ورعاية. يجب على الأفراد أن يفكروا باستمرار في النعم التي منحها الله عليهم. يمكن تحقيق ذلك من خلال التأمل والذكر، سواء كان ذلك من خلال الصلاة أو قراءة القرآن أو حتى مجرد التفكير في الأيام الجميلة التي مروا بها. إن حالة الشكر تساهم في تعزيز الروح المعنوية، وتساعد الأفراد على التكيف مع مصاعب الحياة. فلنحرص دائمًا على أن نبقى شاكين لله، وأن نعمل على تطوير أنفسنا وزيادة وعيانا حول النعم التي تحيط بنا.

الآيات ذات الصلة

قصة قصيرة

تقول قصة من سعدي إن رجلًا يسمى حسن عاش في جبال جميلة. كان كل يوم ينظر إلى السماء ويشكر الله. ذات يوم، لم تهطل الأمطار وجفت الأرض. شعر بالقلق وطلب من الله بملء قلبه أن يهطل المطر. بعد فترة، هطل المطر وأصبح الأرض خضراء. عندما رأى حسن جمال الأرض، شكر الله مجددًا وحقق أنه كلما واجه صعوبات في الحياة، يجب عليه ألا ينسى الشكر.

الأسئلة ذات الصلة