الرياء في العبادة يعني التصرف لجذب انتباه الآخرين مما يبطل الأعمال الصالحة.
في القرآن الكريم، نجد توجيهات واضحة تحذّر من الرياء في العبادة، حيث يُعتبر الرياء تصرفًا يسعى من خلاله الفرد إلى جذب انتباه الآخرين بدلاً من السعي لتحقيق رضا الله سبحانه وتعالى. إن مفهوم الرياء يُعد من أكبر الآفات التي تُصيب العبادة، وتهدف إلى تعطيل الخلوص لله في الأعمال. فقد ورد في سورة البقرة، الآية 264، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِيَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ." هذه الآية تمثل تحذيرًا قويًا من أن الإنفاق والعبادة للناس لا تقبل عند الله وأنه يجب أن تكون الأعمال خالصة له، لبناء علاقة حقيقية مع الله. الرياء هو من الأعمال التي تُبطل فضائل الأعمال الصالحة وتهمّش العبد عن تحقيق المكافآت الإلهية. إن الإخلاص لله في العمل يعتبر من أساسيات العقيدة الإسلامية، حيث أن الأعمال التي تتم فقط من أجل الله تمثل جوهر الإيمان. في هذا السياق، نجد أن الكثير من الأفراد قد يقعون في فخ الرياء أثناء أدائهم للأعمال العبادية، وذلك بسبب رغبتهم في الحصول على الشهرة أو الاعتراف الاجتماعي. فعلى سبيل المثال، يقوم البعض بأداء الصلوات أو أعمال الخير أمام الآخرين، متناسين أن الله يرى ما في قلوبهم. إن الأعمال الصالحة التي تُؤدى لاستعراض النفس أمام الآخرين ليست مجرد عبادات، بل قد تؤدي أيضاً إلى عقاب إلهي. في هذا السياق، يمكننا أن نذكر قول الله تعالى في سورة المؤمنون، الآية 19، حيث تقول: "والذين يؤمنون بربهم ولا يشركون به شيئًا هم المؤمنون الحقيقيون." هذه الآية توضح أن الإيمان الحقيقي يتطلب إخلاصًا في العبادة وعدم الشرك بالله. إن الرياء يؤثر سلبًا على النفس الإنسانية، حيث أن المؤمن الصادق يجب أن يسعى إلى تقديم الأعمال الصالحة بروح خالصة دون أي نية للظهور أمام العباد. فتأمل الحقائق الإلهية والتذكير بها في الحياة اليومية يمكن أن يساعدنا على تجاوز هذا الفخ، مما يؤدي إلى أفعال عبادة حقيقية وصادقة. إن النفس البشرية تميل بطبيعتها إلى البحث عن القبول والاعتراف من الآخرين، إلا أن الإيمان الحقيقي يتجاوز هذه الرغبات المؤقتة. وبناءً على ذلك، يجب أن يرتكز المؤمنون على ذكر نية العمل قبل الشروع فيه، حيث أن النية هي أساس العمل في الإسلام. لذا، على كل فرد أن يتذكر أن العبادة يجب أن تكون خالصة لله تعالى، وأن أي نوع من الرياء أو استعراض النفس أمام الآخرين لا يؤدي إلا إلى إبطال الأعمال وقطع العلاقة الحقيقية مع الله. يتوجب على المؤمن أن يُمحص قلبه ونيته قبل الانخراط في الأعمال الصالحة، وأن يسعى دائمًا إلى تذكير نفسه بأهمية الإخلاص في كل ما يقوم به. فعبادة الله وحده تتطلب نزاهة في النية وإخلاصًا في الفعل، وهذا ما أكد عليه الحديث الشريف: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى." ولذلك، فإن الحديث عن الرياء ينبهنا إلى ضرورة التفكر العميق في دوافع أفعالنا. في النهاية، يمكننا أن نستنتج أن الابتعاد عن الرياء هو علامة على الإيمان الصادق. وذلك يتطلب منا مراجعة أعمالنا وتصفية نوايانا، والعمل بجد لنكون من الذين يستمعون للحق ويعملون به. يجب أن نكون دائمًا على وعي أن الله عالم بما في النفس، ولا تنخدعوا بمظاهر الأمور. إن العطاء والإخلاص في العبادة هما السبيل لنيل رضا الله وتحقيق السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة. لذلك، يجب أن نطلب العون من الله لتقوية نوايانا وتوجيه قلوبنا نحو الإخلاص في كل أعمالنا، فإن الإخلاص له قيمة عظيمة وثمرة طيبة في الدارين.
في يوم من الأيام ، كان رجل يمارس العبادة ويتساءل لماذا يشعر أحيانًا أن أعمال عبادته غير صادقة. تذكر أن الله يرى طبيعة الأعمال العبادية ويكون على دراية بنوايا الناس. لذلك قرر أن يعبد الله فقط لجذب رضاه وتجنب أي محاولات لجذب انتباه الآخرين. مع مرور الوقت ، شعر بمزيد من السلام والإخلاص في عبادته ، وكان سعيدًا جدًا بذلك.