لماذا يسمح الله بحدوث الظلم؟

وجود الظلم في العالم يعمل لاختبار إيمان وصبر البشر، وهو فرصة لتحسين الذات.

إجابة القرآن

لماذا يسمح الله بحدوث الظلم؟

في القرآن الكريم، يُعتبر الظلم جزءًا من الوجود البشري وحياة هذا العالم، حيث يتطرق الله إلى مفهوم الابتلاء كوسيلة لاختبار الإيمان والصبر. يُفهم من العديد من الآيات القرآنية أن الابتلاءات والمصائب ليست فقط علامة على سخط الله، بل هي فرص لتعزيز الإيمان ورفع درجات المؤمنين. في الآية الكريمة من سورة البقرة، الآية 155، يقول الله تعالى: 'وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ'. تعبر هذه الآية عن حقيقة مهمة؛ وهي أن الكوارث والمحن هي جزء من الحياة. بل يمكن اعتبارها امتحانًا للإيمان والصبر، فالمؤمن يجب أن يكون مستعدًا لمواجهة الابتلاءات والإستمرار في الثبات على العهد مع الله. بالإضافة إلى ذلك، تتناول سورة آل عمران في الآية 186 موضوع الحشر والحساب حيث يقول الله: 'إنكم ستُحْشَرُونَ إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا'. هذه الآية تذكير بأن جميع البشر سيُحاسبون في النهاية على أفعالهم، سواء كانت صالحة أو سيئة، مما يشير إلى أهمية السعي وراء الطاعة وعدم الاستسلام للظلم. إن جميع مظاهر الظلم والصعوبات الموجودة في العالم يُمكن أن تُعتبر كفرص لنا لتقييم أنفسنا ومراجعة أعمالنا أمام هذه الابتلاءات الإلهية. فالظلم غالبًا ما يؤدي إلى مواقف تجعل الناس يعيدون تقييم اختياراتهم وأفعالهم في حياتهم اليومية. إن تلك اللحظات الصعبة تشجع الكثيرين على العودة إلى الله وطلب العون والمدد منه، مما يؤدي إلى تحسين الذات وزيادة الإيمان. يعتقد المؤمنون أن المصائب التي يمرون بها ليست تصرفات غير عادلة أو عشوائية من الله، بل هي جزء من خطة أكبر تتطلب منا الصبر والاتكال على الله في ظل الصعوبات. إن الحياة مليئة بالابتلاءات، وقد تكون هذه الابتلاءات في شكل فقدان أحبائنا، أو في حالة فقدان العمل، أو في مشكلات صحية. ورغم كل ذلك، فإن هذه المحن يمكن أن تكون بوابة لتحسين الذات، إذا ما نظرنا إليها بمفهوم مختلف. لأن المقبول من الله هو طريقة الاحتفاظ بالإيمان والدعاء والاستغفار، وحتى العمل على التصحيح والسعي لطلب الرزق الحلال وتقوى الله. علاوة على ذلك، فإن الشعور بالظلم يمكن أن يؤدي إلى تضامن بين الناس. عندما يتعرض فرد ما لظلم، قد يتحرك الآخرون لمساعدته، مما يعزز الروابط الإنسانية. تعمل المصائب على تنشيط قيم التعاون والتعاطف، وهذه بدورها تُشجع الأفراد على الانخراط في أعمال الخير والبر. من ناحية أخرى، يجب أن نرعى أن وجود الظلم في العالم لا يُطلق عذرًا للابتعاد عن الصلاح. فالمؤمن مطالب بالعمل على تحقيق العدالة في مجتمعه وعدم السكوت على الظلم. يُعتبر الظلم من أكثر الأمور التي أُوصينا بالتصدّي لها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة النساء، الآية 135: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ'. هنا يتضح أننا مطالبون بتعزيز قيم القسط والعدالة في جميع تعاملاتنا، وأن الظلم ليس مجرد اختبار شخصي، بل هو اختبار مجتمعي أيضًا. وفي المجمل، يمكننا أن نستخلص أن الابتلاءات والمصائب في الحياة ليست عقابًا بقدر ما هي وجه من أوجه الرحمة التي خزّنها الله لعباده. إن الصبر على الابتلاء والإيمان بخطة الله مُشجعان على التمسك بالأمل والبحث عن الحلول والتحسين الذاتي. فوجود الظلم لا يعني نهاية الطريق، بل يمكن أن يكون بداية لرحلة نحو النضوج الروحي والتغيير الإيجابي. بناءً عليه، إن تأملنا في هذه المفاهيم العميقة في القرآن الكريم حول الظلم والابتلاء يتيح لنا فهمًا أعمق لدورنا في الحياة. الإمارات التي تحيط بنا تصف لنا الطرق التي يمكن لنا أن نتعامل بها مع التحديات والمصاعب بصدق وإيمان. كلما صبرنا وثابرنا، كلما أصبحنا أقرب إلى الفهم الحق للكمال الإلهي وأساليب الله في توجيه عباده نحو الخير، فالأمل لا يزال قائمًا في قلوب من يثقون بالله ويدركون أن كل بلاء في هذه الدنيا هو خطوة نحو الراحة الأبدية في الآخرة.

الآيات ذات الصلة

قصة قصيرة

في يوم من الأيام ، كان هناك رجل اسمه حسن يعاني كثيرًا من ظلم منافسه. كان حسن يتساءل دائمًا: "لماذا يسمح الله لي بأن أتعامل بهذه الطريقة؟" في أحد الأيام ، ذهب إلى عالم ديني وسأله هذا السؤال. رد العالم: "تذكر أن مثل هذه التحديات هي فرص لتقوية إيمانك وممارسة الصبر. في هذا العالم ، يخلق الله كل شيء لسبب وبحكمة." أدرك حسن أنه من خلال التحلي بالصبر والتأمل في مواجهة الظلم ، يمكنه التغلب على التحديات والنمو من هذه التجارب.

الأسئلة ذات الصلة