يؤكد القرآن الكريم على أهمية العدالة وضرورة الحفاظ على النظام والسلام في المجتمع من خلال التحذير من الظلم.
يُعتبر القرآن الكريم من أهم مصادر الهداية والعلم، حيث يُميز بوضوح بين الحق والباطل، والعدالة والظلم، ويشدد على أهمية العدالة كقيمة أساسية في بناء المجتمعات. لقد جاء القرآن ليعالج العديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية، ومنها مسألة الظلم التي تُعتبر من أبرز المظاهر السلبية التي تؤدي إلى تفكك المجتمعات وأضرار جسيمة على الأفراد. فالظلم ليس مقتصرًا فقط على اعتداءات الأفراد، بل يشمل أيضًا الأنظمة الاجتماعية والسياسية التي تقف ضد العدالة. فالقرآن الكريم حذّر من مظاهر الظلم المختلفة في آيات عديدة، ويرى أن الظلم يؤدي إلى عدم العدالة والفوضى في المجتمع، وهو ما يعكس الحاجة الماسة إلى إدراك كل فرد لمسؤوليته تجاه العدالة. في سورة آل عمران، الآية 112، نجد قول الله تعالى: "إِنَّمَا يَسْتَطِيعُونَ أَن يُظْلِمُوا إِلَّا بِالظُّلْمِ"، وهذه الآية تشير بوضوح إلى أن الظلم سواء كان من الفرد أو الجماعة يؤديان إلى تسلط الأعداء وعقوبات الله. هذه الآية تدعونا للتفكير في عواقب الظلم، وكيف أن المجتمع الذي يسود فيه الظلم لا يمكن أن ينعم بالاستقرار أو السلام. بالإضافة إلى ذلك، نجد في سورة النحل، الآية 90، تأكيد من الله تعالى على ضرورة العدل والإحسان، حيث يقول: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ". وهذا يُظهر أن الظلم ليس فقط خرقًا للقوانين، بل هو اعتداء على الأمانات الإنسانية التي يجب حفظها ورعايتها. كما ينبغي أن نذكر أن العدالة ليست مجرد شعارات، بل تجليات عملية ومبادئ يتعين الالتزام بها. فالزكاة والصدقة على سبيل المثال، تعتبر من الخدمات الاجتماعية التي يدعو إليها الإسلام. حيث تُعتبر مهمتها الرئيسية هي مكافحة الفقر واللامساواة بين الناس، ومنع تراكم الثروات في أيدٍ محدودة، مما يؤدي إلى تفاوت طبقي كبير. فالإسلام يرى أن كل مالٍ يُكتسب من دون عدالة يُعتبر باطلًا، ويجب الإخراج عن طريق الزكاة لنشر العدالة الاجتماعية. في هذا السياق، نجد أن سورة البقرة، الآية 188، تعبر عن هذا المفهوم بشكل واضح، حيث يقول الله تعالى: "وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالاتِكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَلَا تُقَدِّمُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِّتَأْكُلُوا حَصَّةً مِّنْ أَمْوَانِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ". يتحذّر القرآن من عواقب الظلم الذي مرتبط بأخذ الأموال بغير وجه حق، مما يُظهر تأثير ذلك على المجتمع ككل. إذ في حين يحاول الأصحاب المصالح استغلال النظام لصالحهم، فإن ذلك يؤثر سلبًا على باقي الأفراد ويساهم في زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء. الظلم يُنتج سلسلة من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية، حيث يتم تدهور القيم ونشر ثقافة البغضاء وصعوبة التعايش السلمي. إذا استمرت هذه الأوضاع، فإنه من المؤكد أن المجتمعات ستواجه تحديات ضخمة قد تؤدي إلى انهيارها. لذا يعتبر القرآن بمثابة مرشد لتوعية البشرية بأساليب العيش الصحيحة والتفاعل الاجتماعي السليم، ويرشدهم إلى ضرورة الابتعاد عن الظلم بجميع أشكاله. وإذا نظرنا إلى مجتمعات اليوم، يتضح لنا أن القرآن لا يزال يحمل في طياته الدروس القيمة، التي تُشجع الأفراد والمجتمعات على التحلي بالقيم الإنسانية النبيلة. فلابد من الإيمان بأن كل ظلم يُمارس، سواءً كان على مستوى الأفراد أو الحكومة، سيثمر عنه حتماً عواقب وخيمة على المستوى الشخصي والاجتماعي. لذا، ومن خلال التقاليد الدينية وتعاليم القرآن، يُمكننا إنشاء مجتمع أكثر عدلاً ورحمة، حيث يعيش الناس في سلام وتفاهم. وبذلك، تكمن أهمية المقال في التأكيد على أن القرآن الكريم ليس مجرد كتاب ديني، بل هو نظام شامل يدعو إلى العدالة ويُحذر من الظلم بكل أشكاله. بناءً على ذلك، يجب على الأفراد أن يتحلوا بالوعي الكافي لممارسة العدالة، وفي نفس الوقت التحذير من كل مظاهر الظلم، سواء كان ذلك في حياتهم اليومية أو في ممارساتهم العملية. إن التفكير في العدالة وتعزيزها هو مسؤولية جماعية تُعنى بت creación مجتمع متوازن الأمن وذو انسجام حقيقي. فلنحرص جميعاً على نشر هذه القيم وعكسها في سلوكياتنا اليومية، لنعيش في عالم أكثر عدلاً ورحمة.
وُجد في زمن قديم في مدينة صغيرة، رجل يُدعى حسن وكان مشهورًا بالعدالة. كان يسعى دائمًا لمساعدة المظلومين ولم يصمت أبدًا أمام الظلم. في يوم ما، شهد ظلمًا يُمارس ضد امرأة عاجزة وقرر القتال من أجلها. آدم قد عالج ظلمات المجتمع واستلهم من القرآن. من خلال جهوده وإخلاصه، استطاع استعادة حقوقها وإنقاذها من براثن الظالم. وفيما بعد، أصبح حسن نموذجًا إيجابيًا معروفًا في المجتمع.