لماذا يجب أن نتجنب التفاخر؟

يجب علينا تجنب التفاخر لأنه يبعد الشخص عن التواضع والاتصال الصادق بالله.

إجابة القرآن

لماذا يجب أن نتجنب التفاخر؟

التفاخر والغرور هما من الصفات التي قد تضر بالإنسان من مختلف النواحي، سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي. في الثقافة الإسلامية، يعتبر التفاخر والغرور من الأخلاق السيئة التي يجب على كل مسلم تجنبها. فقد أوضح الله عز وجل في كتابه الكريم كيف أن هذه الصفات ليس فقط مرفوضة بل محذورة، حيث جاء ذلك في العديد من الآيات القرآنية التي تدعو إلى التواضع والصدق في العبادة. تبدأ الآية الأولى التي سوف نناقشها من سورة لقمان، حيث يقول الله عز وجل: "وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" (لقمان: 18). في هذه الآية، يتم تحذيرنا من أن نكون متفاخرين أو مغرورين، مما قد يجعلنا نبتعد عن الله سبحانه وتعالى. يتضمن معنى "تفاخر" استعراض المظاهر والقوة أو المال، مما قد يؤدي إلى شعور بالعظمة والكبرياء. فالكبرياء يمكن أن يجعل الشخص يفقد تواضعه، وبالتالي يدفعه إلى تجاهل حقوق الآخرين ومشاعرهم. أما الآية الثانية التي تستحق النظر هي من سورة الأنعام، التي تقول: "وَإِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" (الأنعام: 32). هنا، يؤكد الله على أن ما من شأنه أن يُعتبر "لعبا ولهوا" هو ما يدفع الناس إلى الانغماس في الشهوات الدنيوية والتفاخر بالمظاهر الزائلة. في ضوء هذه الآية، ينبغي على المسلمين التركيز على الأمور التي تبني لهم الخير في الآخرة، بدلاً من الانغماس في مغريات الحياة الدنيا. التفاخر لا يقتصر فقط على الأمور المادية، بل قد يظهر أيضاً في الجوانب الفكرية والمعرفية. في كثير من الأحيان، نجد أفرادًا يتفاخرون بمعلوماتهم أو خبراتهم، مما قد يخلق فجوة بينهم وبين الآخرين. هذه الفجوة ليست صحية، بل على العكس، تعمل على إضعاف العلاقات الإنسانية. إن التفاخر والغرور يمكن أن تؤدي بالإنسان إلى الفشل في تحقيق الأهداف النبيلة التي يسعى لتحقيقها. فعلى سبيل المثال، عندما يفقد الشخص تواضعه، يمكن أن تكون له نظرة ضيقة تجاه من حوله، مما يعني أنه قد يفقد فرص التعاون والمشاركة في الأعمال الخيرية. إن سر النجاح في الدنيا والآخرة قائم على العمل الصالح والإخلاص في النية. فالتوجه نحو الله والعمل الذي يسعى لراضاه يجب أن يكون خالياً من أي شعور بالفخر أو التفاخر. فالصالحون من عباد الله هم الذين عملوا بإخلاص ولديهم النية الصادقة، وهذا هو الطريق الصحيح الذي ينبغي سلكه. نجد أيضاً أن التفاخر قد يتسبب في تفكك العلاقات الأسرية والاجتماعية. فعندما يشعر فرد بتفوقه على الآخرين، يمكن أن يتسبب هذا في خلق بيئة مليئة بالتوتر والنزاعات. وبالتالي، فإن التفاخر يجعل الأمور أكثر تعقيدًا، مما يؤدي إلى فقدان الثقة والألفة بين الأفراد. لذا، علينا كمسلمين أن نسعى جاهدين لتجنب هذه الصفات السلبية والتمسك بالقيم النبيلة التي يدعونا الإسلام إلى اتباعها. يجب أن نتذكر دائماً أن الإنسان ليس فوق أحد، وكل شخص له قيمته ومكانته سواء كان ميسور الحال أو فقير، والمتفاخر هو من ينظر إلى الآخرين بنظرة دونية. وأخيرًا، يعد التواضع من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها المسلم. فالسعي نحو التواضع يعني الاقتراب من الله، حيث جاء في الحديث الشريف: "ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله". وبذلك، يعد التواضع مفتاحًا للنجاح في الحياة وتحقيق الأهداف الروحية والاجتماعية. إن العمل على تصحيح هذه الصفات والتوجه نحو القيم الحميدة يمكن أن يساهم في بناء مجتمع أفضل يتسم بالمودة والتسامح، مما يعود بالنفع على الجميع ويقربنا أكثر إلى الله عز وجل. لذلك، لنحرص دائمًا على السير في الطريق الإلهي بنوايا نقية ودون تفاخر.

الآيات ذات الصلة

قصة قصيرة

في زمن غير بعيد، كان هناك رجل يدعى حسن كان دائمًا حريصًا على عرض ثروته ومكانته للآخرين. كان يستمتع بالتفاخر ولكن لم يكن يهتم بمشاعر واحتياجات الآخرين. ذات يوم، صادف رجلًا فقيرًا وسخر منه. ابتسم الفقير وقال: "حسن، يمكنك تعويض أكبر مشاكلك بشعور قلبك وليس بثروتك." تأمل حسن في الأمر وأدرك أن التفاخر يؤدي فقط إلى واجهة فارغة.

الأسئلة ذات الصلة