إيذاء الجندي أمر خاطئ ويتعارض مع تعاليم القرآن ، ويجب إظهار الاحترام لهم.
تُعتبر الأخلاق والقيم الإنسانية من أبرز العناصر التي تُعزز تماسك المجتمعات وتؤسس لبيئة صحية تسودها المحبة والاحترام. في القرآن الكريم وأيضًا في التعاليم الإسلامية يتجلى التأكيد الواضح على أهمية الاحترام المتبادل بين الأفراد، خاصة بين أولئك الذين يضحون بحياتهم وأوقاتهم من أجل خدمة الأمة والمجتمع. الجنود، الذين يُعدون المدافعين الأوائل عن الوطن والمؤسسات الاجتماعية، يحملون مكانة عظيمة في قلب كل مجتمع. لذلك، فإنه من غير المقبول إزعاجهم أو التعامل معهم بشكل غير لائق. إن هذا الأمر لا ينطلق فقط من مبادئ أخلاقية، بل يتعارض أيضًا مع التعاليم الدينية الثابتة في الإسلام. في سياق ذلك، ورد في سورة الحجرات، الآية 11 قولة الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ". هذه الآية تعكس بوضوح مدى خطورة السخرية أو احتقار الآخرين. إذ يشدد القرآن على أن لا أحد يملك الحق في إلحاق الأذى أو الذم أو التجريح في الآخر، مهما كانت صفاته أو وظيفته. ومن جهة أخرى، في سورة آل عمران، الآية 16، يُذكر أن المؤمنين بالله ورسوله مطالبون بتجنب أي نوع من أشكال المضايقة، مما يعكس أن الإيمان ليس مجرد كلمات تُتلى، بل هو سلوك وفعل يتجسد في كيفية تعامل الأفراد مع بعضهم البعض. يُشدد الإسلام على أن الالتزام بالتعاليم الإلهية يتطلب سلوكًا حسنًا، يجسد الاحترام والمحبة والدعم، خاصة تجاه أولئك الذين يُؤمنون بالسلام ويدافعون عن الأمن في المجتمعات. إن الجنود يمثلون الفئة التي تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة، فليس من السهل أن تُضحّي بحياتك لحماية وطنك. إنهم يواجهون المخاطر والتحديات، وقد يبتعدون عن أسرهم وأحبائهم لفترات طويلة. لذلك، فإن واجب المجتمعات هو دعم هؤلاء الأفراد والاعتراف بتضحياتهم. إن الشعر أو أعمال العنف أو الاستهزاء بهم يُعتبر جريمة لا تغتفر في حق هؤلاء، حيث يمس كرامتهم واقتدارهم. وبدلًا من ذلك، ينبغي أن نُظهر لهم التقدير والاحترام المُستحق. إن المجتمع الذي يغفل عن تقدير جنوده ويدع تلك الفئة تتعرض للإهانة أو العنف، فإنه يُخاطر بتآكل القيم التي ينص عليها الإسلام. فالأمن والسلام الذي يُعزّزه الجنود دوماً يتطلب دعمًا من المجتمع، وهو ما جعل الخطاب الديني يولي أهمية قصوى لتقديرهم واحترامهم. في ممارسات الحياة اليومية، ينبغي أن يتجلى الاحترام في كل تعامل بين الأفراد. يجب أن نكون حذرين في اختيار كلماتنا وأفعالنا، خاصة عند الحديث عن أو تجاه الجنود. إن رفع أصوات الشكر والتقدير لهم يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في رضائهم النفسي وارتباطهم بالمجتمع. على المجتمعات أن تُدرّس أمثلة إيجابية في الاحترام والتقدير، وتوفر الدعم النفسي والاجتماعي لهم، تأكيدًا على أهمية دورهم. الأخلاق في التعامل مع الجنود ليست فقط من الواجبات الإسلامية، بل تحمل دلالات عميقة للخصائص الإنسانية المشتركة في جميع الثقافات. حيث يكون الاحترام عنصرًا مهمًا في بناء مجتمع متماسك بعيدًا عن التعصب والتمييز. إن الالتزام بالتعاليم الإسلامية يفرض على المسلمين بشكل خاص أن يكونوا أعلام السلام، وأن يسهموا في نشر قيم الاحترام والمحبة بين جميع أفراد المجتمع. لقد أكد الفقهاء والعلماء المسلمين على ضرورة احترام الجنود والاعتراف بمكانتهم في المجتمع. إن الأحاديث النبوية الكثيرة تُظهر أهمية التعاون والدعم للجنود، فقد روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من لا يُقدّر الجنود، فلا يُعرف ثمن الوطن". بما أن الجنود هم حماة الوطن، فإنهم في حاجة إلى الدعم المناسب من رأس الهرم إلى قاع المجتمع. إن تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية لهؤلاء الأفراد، وتنظيم الفعاليات التي تخصهم، وكذلك توفير كل ما يساعد في رفع معنوياتهم، يجب أن يُعتبر من أولويات أي مجتمع. في ختام الأمر، فإن الاحترام والدعم للجنود ليس مرغوبًا فيه فحسب، بل يُعتبر واجبًا دينيًا وإنسانيًا يتطلبه كل فرد. إن التقدير يجب أن يشمل الأفعال والأقوال، فكما جاء في القران الكريم، فإن إلحاق الأذى بأحد هو أمر يُؤدي إلى عقوبة في الدنيا والآخرة. لذا، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لنكون قدوة في نشر الاحترام المتبادل والتقدير لكل فرد في المجتمع، خاصة أولئك الذين يُقدّمون أرواحهم فداءً للوطن.
في يوم من الأيام في مدينة صغيرة، كان هناك جندي يخدم دائمًا ويساعد الآخرين بابتسامة. ومع ذلك، أساء إليه بعض الناس. في يوم من الأيام، اقترب منه رجل مسن وقال: 'عذرًا، يا ولدي، هل تعرضت للأذى؟' أجاب الجندي: 'لا، أنا أقوم بواجبي، وهؤلاء الناس لا يمكنهم تقليل دافعي.' جعلت كلمات هذا الرجل المسن الآخرين يفكرون، ومن ذلك اليوم، نظروا إلى الجندي باحترام أكبر.