لتجنب الرياء ، يجب علينا تطهير نيتنا والتصرف فقط من أجل الله.
الرّياء أو "الرّياء" هو مصطلحٌ يُشير إلى فعل الأمور بدافع الحصول على إعجاب الآخرين، وليس بدافع الإخلاص لله. يُعتبر الرّياء من أخطر الآفات التي قد تُصيب المسلم، إذ أنّه يُبطل الأعمال ويُفسد النيات. يهدف هذا المقال إلى توضيح مفهوم الرّياء، والآيات القرآنية التي تتحدث عنه، والطرق التي يمكن من خلالها تجنب هذه العادة السلبية في حياتنا اليومية. يقدم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم إشارات واضحة للرّياء وأثره السلبي على الأعمال، حيث قال في سورة البقرة، الآية 264: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى". في هذه الآية ينصح الله المؤمنين بعدم إبطال صدقاتهم من خلال منّهم على الآخرين أو الأذى. أي أنه يجب أن تكون نية العمل خالصة لله، وأن يتم تقديم الشجاعة والدعم للآخرين بدون انتظار اعتراف أو تقدير من الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، تُشير سورة المائدة، الآية 54 إلى خطورة النّفاق والرّياء، حيث يقول الله: "إِنَّ اللَّهَ سَيُطَهِّرُ الْعَبَادَ مِنَ النِّفَاقِ وَالرِّيَاءِ". تشير هذه الآية إلى ضرورة تطهير القلب والنية من نفاق الرياء. إذا كانت نيتنا صادقة، فإن أعمالنا ستكون مقبولة لدى الله، أما إذا كانت نيتنا مشوبة بالرياء، فسوف تؤدي في النهاية إلى بطلان هذه الأعمال. لنتجنب الرّياء، يجب أن نعمل على تطهير نياتنا، وتوجيه كل عمل نقوم به نحو إرضاء الله وطلب رضاه. أعمال اللطف، مثل الصدقات والمساعدات، يجب أن تكون نابعة من مكان الإخلاص والرغبة الحقيقية في مساعدة الآخرين، وليس فقط لكسب إعجابهم أو جذب انتباههم. كما هو مذكور في سورة الإخلاص عندما يُقال: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ"، مما يُشير إلى أهمية النية والإخلاص في كل عمل نقوم به. تُشدد هذه الآيات على أهمية تنفيذ الأعمال الخالية من الرّياء. وعندما نتصدق، يجب أن نركز على طلب رضى الله بدلاً من البحث عن الثناء من الناس. من المهم أيضاً أن نُنمِّي روح التواضع والإخلاص في حياتنا. التواضع هو مفتاح الابتعاد عن الرّياء، فهو يدعونا إلى دقّ حواجز الكبرياء والعجب بالنفس. متى ما تواضعنا لله، فسنتجنب التفكير في نظرات الآخرين أو آرائهم عنا. وعندما نتذكّر أن الله وحده هو من يستحق الحمد والثناء، سنكون أقدر على تجنّب الرياء. يمكن القول أن الرّياء لا يمكن فصله عن عملية تقييم الأفعال، فقد يتساءل المرء: لماذا أعمل؟ ما هي النية وراء الأفعال التي أقوم بها؟ في كل مرة نفكّر في القيام بعمل خيري، يجب أن نتأمل في نياتنا وأن نسأل أنفسنا: هل هذا العمل يُرضي الله؟ هل هو لمساعدة الآخرين في سبيل الله، أم هل هو لكسب إعجاب الناس؟ تعدّ العبادة الفطرية طقساً لتقريب العبد من الله، وبمجرد أن نجد أنفسنا نعمل لأغراض غير إلهية، ينبغي أن نتوقف ونعيد توجيه نياتنا. فالعمل الخالص لله هو الذي ينجي العبد في الدنيا والآخرة. علاوة على ذلك، يمكن للمسلم أن يتجنب الرياء عبر التذكير الدائم بأنه لا شيء يمكن أن يُقارن بعظمة الله وكرمه. حين يفتح قلبنا لكلمة الله، ويكون لدينا الصدق في العبادة، فإننا سنشعر بالراحة والسلام النفسي الذي يأتي من تقديم أعمال الخير فقط للله. ختاماً، يجب أن نؤكد على أهمية النية في كل فعل نقوم به. الآيات القرآنية التي تتحدث عن الرياء تدعونا جميعًا للتفكر والتأمل في أفعالنا. علينا إدراك أن الأعمال لن تُقبل إلا بالنية الصادقة والرغبة الحقيقية في نيل رضا الله. بجعل الإخلاص شعارنا، سنكون على الطريق الصحيح في الابتعاد عن الرياء وبناء مجتمع مليء بالحب، والصدق، والإخلاص. في النهاية، إن عبادة الله تكون طاهرة وخالصة من الرياء تُعزز الأخلاق الحقيقية، وتُمهد الطريق لإسعاد النفس وللشعور بالسلام الداخلي. لنجعل من أعمالنا تنبعق من نوايانا الطيبة، ونسعى دوماً لرضا الله وحده.
في يوم من الأيام ، كان هناك رجل يدعى حسن يتجول في السوق ورأى الناس يساعدون المحتاجين. قرر أن ينضم إليهم في فعل الخير. ومع ذلك ، تم تذكيره بأنه إذا كانت نواياه لله ، فسوف يجلب له ذلك بركات أكبر. منذ تلك اللحظة ، بدأ حسن في مساعدة الآخرين بنوايا أنقى وخالية من الرياء ، وشعر بسعادة وسلام داخلي.