يمكن تمييز الوسوسة عن الطريق الصحيح من خلال التركيز على آيات القرآن والمشاعر الداخلية. إذا كانت أفكارنا تقود إلى الخطيئة ، فهي وسوسة ؛ إذا كانت توجهنا نحو الخير ، فإنها تمثل الطريق الصحيح.
تمييز الوسوسة والطريق الصحيح في حياتنا هو موضوع يتطلب منّا فهماً عميقاً وعناية خاصة. الوسوسة هي تلك الأفكار والتوجهات التي يزرعها الشيطان في قلوب المؤمنين، تهدف إلى إبعادهم عن الحق وإغوائهم نحو المعاصي. أما الطريق الصحيح، فهو ما يقودنا إلى عبادة الله والتقرب منه. لفهم هذا التمييز، سنستند إلى ما جاء في القرآن الكريم وما يختلج في صدورنا من مشاعر وأحاسيس. في البداية، يمكننا أن نشير إلى ما جاء في سورة البقرة، حيث يحذر الله تعالى المؤمنين من اتباع وساوس الشيطان. تتضمن الآية 168 من سورة البقرة دعوة مباشرة للمؤمنين لتناول الطيبات واتباع ما يرضي الله، طالما أن لب الموضوع هو الابتعاد عن خطوات الشيطان: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ". وهنا، يجب أن ندرك أن الابتعاد عن خطوات الشيطان يعني أيضاً الابتعاد عن الوساوس التي قد تقودنا نحو المعاصي. أيضاً في سورة الفلق، نجد دعوة صريحة لله تعالى للجوء إليه من شر الوسواس، حيث جاء في الآية 4: "وَمِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ". يتم التقارب هنا بين الوسوسة والشر، مما يُظهر لنا بوضوح أهمية طلب الحماية من الله ضد هذه الأفكار السلبية التي تدور في أذهاننا. الوسوسة تجعلنا نشك في ذواتنا وتدفعنا نحو أفعال قد لا تمثلنا، بل قد تكون بعيدة تماماً عن التوجهات الصائبة التي يجب أن نتبعها. لذلك، من الضروري أن نعلم أن تمييز الوسوسة عن الطريق الصحيح يعتمد على مشاعرنا الداخلية. إذا شعرنا بأن فكرة أو خياراً ما يقودنا إلى الانحراف والابتعاد عن الطريق المستقيم، فهنا يجب علينا أن نتوقف ونتفكر. يجب أن نسأل أنفسنا: هل هذه الفكرة تتماشى مع تعاليم القرآن؟ هل تقربني إلى الله أم تباعدني عنه؟ من خلال هذا التأمل العميق، يمكننا أن نكتشف أن بعض الأفكار التي تطرأ على أذهاننا هي وساوس يجب التخلص منها فوراً. ومع ذلك، إذا وجدت نفسك وقد تقدمت نحو فكرة تدعوك لفعل الخير أو توجيه قلوبنا نحو الله، فهذا هو الطريق الصحيح، وهذا يؤكد لنا أن تلك الأفكار تحمل طابع الإلهام الإيجابي. لذا، فإن تعميق فهمنا لما يدفعنا نحو الخير يتطلب منّا الوعي المستمر والمراقبة الذاتية للأفكار التي ترد على أذهاننا. إن تعزيز قدرتنا على تمييز الوسوسة عن الطريق الصحيح يتطلب أيضاً الاعتماد على الله، طلب العون منه والسير في الطريق الذي يرضيه. من المسائل المهمة الأخرى التي يجب الانتباه لها، هو أن الوسوسة قد تأتي في أشكال وخلفيات مختلفة، قد تكون منها الفكرية أو النفسية. فالبعض قد يتعرض لوسوسة بأفكار حول القدرة أو القبول الاجتماعي، في حين أن آخرين قد يواجهون وساوس تتعلق بالأمور الإيمانية. ومع ذلك، يبقى السلوك الصحيح هو الذي يقودنا إلى اتخاذ موقف قوي ووقاية ضد هذه الوساوس. التأمل في الآيات القرآنية، إلى جانب الدعاء والصلاة، هو من الأساليب الأكثر فعالية لمواجهة هذه المشكلات. في سياق قد يُعتبر ممارسات يومية، يمكن أن يسهم فعل الدعاء في تعزيز الثقة بالله ويمنحنا النصرة ضد هذه الوساوس. فعندما نصلي ونطلب من الله السداد والمساعدة، يكون بالإمكان تقوية عزمنا وتحفيزنا على اتخاذ خطوات إيجابية تتجاهل الوسوسة. في الحقيقة، كلما كانت صلتنا بالله أقوى، كلما تأكدنا من تمييزنا بين ما يوافق إرادته وما يغويه الشيطان. في الختام، يمكننا القول أن تمييز الوسوسة عن الطريق الصحيح هو أمر ضروري لكل مسلم. يتطلب الأمر منا استمرارية في التعلم واستمداد المعرفة من القرآن الكريم، فضلاً عن تفعيل القيم الإنسانية الجيدة فيه. يجب أن نستثمر وقتنا في الفهم العميق للإسلام ومبادئه الأساسية. من خلال العودة إلى الله وتوقيت أفكارنا بمقياس الخير والشر، يمكننا أن نخطو بثقة في حياتنا الروحية، ونمنح أنفسنا فرصة للعيش وفق الطريق الصحيح وتحقيق مراد الله تعالى في حياتنا.
في يوم من الأيام ، كان شاب يدعى علي يتأمل في اختياراته الخاطئة بحثًا عن الطريق الصحيح. أثناء تفكيره ، واجه آية قرآنية شجعته على التفكير بشكل أعمق. أدرك أن أفكاره في بعض الأحيان كانت تغريه باتخاذ قرارات خاطئة. قرر علي أنه قبل أن يتصرف ، سيتذكر الله ويصلي للحصول على الإرشاد لتجنب الأخطاء. تدريجياً ، شعر بمزيد من السلام والثقة ، مما سمح له بالعثور على الطريق الصحيح.