يجب علينا استخدام ألسنتنا في الخير والمحبة من خلال إظهار الحب والدعاء للآخرين. القرآن يؤكد على أهمية الكلام الحسن.
اللسان هو أداة رائعة أكرمنا الله بها، فهو رمز للتعبير عما يجول في خاطرنا وأفكارنا ومشاعرنا. وقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية هذا العضو الصغير ودوره الجليل في نشر الخير والمحبة بين الناس. من المعروف أن للكلمة أثر كبير في النفوس، ولذلك يجب علينا أن نستخدم ألسنتنا في سبيل الخير، وأن نجعل من كلامنا أداة للبناء والتفاهم والوئام. توجد العديد من الآيات التي تؤكد أهمية الكلمة الطيبة، مثل قوله تعالى: "وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (الإسراء: 53). وهذا يدل على أن الله يأمرنا بأن نتحدث بكلمات جميلة ومؤثرة، فالكلمة الطيبة قادرة على تغيير واقع المجتمع ونشر السعادة بين أفراده. ففي زمننا المعاصر، نرى تأثير الكلمة الإيجابية على العلاقات الإنسانية، حيث أن الحوار الودي والكلمات الطيبة يمكن أن تؤدي إلى تقوية الروابط الأسرية والاجتماعية. في محطات مختلفة من حياتنا، نتعرض لمواقف تتطلب منا اختيار الكلمات بعناية، وخاصة عندما نكون في خلاف أو نزاع مع الآخرين. وقد أشار النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف: "من آمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت"، مما يعني أن حديثنا يجب أن يكون محصورًا بين الخير والصمت عند عدم القدرة على قول الخير. هذا يعطي دلالة على أهمية اللسان كأداة للعطاء، إذ ينبغي لنا أن نحفظه من قول السوء والجدل العقيم، ونعمل على توجيهه نحو منافع الآخرين. كما نجد في سورة النساء، الآية 36، دعوة من الله تعالى لفعل الخير للوالدين والأقارب والأيتام والمحتاجين والجيران، حيث يحثنا على استخدام الكلمات للتعبير عن اللطف والمودة تجاه هذه الفئات. فالصوت الحسن والكلمات الطيبة يمكن أن ترفع معنويات المحتاجين، وتضفي بهجة على قلب اليتيم، وتعمل على توطيد العلاقات بين الجيران. لذلك، فإن استغلال اللسان في سبيل الخير يجب أن يكون هدفًا للجميع. وتتجلى أهمية اللسان أيضًا في خدمة الدعاء. فالدعاء هو من أعظم العبادات التي يمكن أن نقوم بها. فعندما نتوجه إلى الله بكلمات صادقة من أعماق قلوبنا، فإننا نستطيع أن نغير مجرى الأمور. فاللسان هنا يصبح وسيلة للتسبيح والذكر والثناء. ولذلك، يجب أن نستغل هذه النعمة الإلهية في الدعاء للآخرين وتمني الخير لهم، فربما يكون دعاؤنا لهم سببًا في رفع البلاء أو جلب الفرح لهم. وفي حالة الإصلاح بين الناس، يكون استخدام اللسان من أهم الأساليب. فالله عز وجل يقول في سورة الحجرات، الآية 10: "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم". فإصلاح ذات البين يتطلب منا استخدام كلمات طيبة وعذبة، تساعد على تهدئة النفوس وفتح قنوات التواصل بين الأفراد. حيث نحتاج إلى أن نكون سفراء للسلام والخير، خاصة في زمن تتأزم فيه العلاقات بين الناس. علاوة على ذلك، يؤكد الله في سورة الحديد، الآية 25، على أهمية التحدث بالحق والحذر من الإهانات والشتم، حتى في أوقات الاختلاف. فالموقف الصعب قد يكون سببًا لانتشار الفوضى، لكننا إذا تذكرنا فضل الكلمات الطيبة، يمكن أن نؤثر بشكل إيجابي على الموقف ونصل إلى حلول مرضية. فالتخاطب بلغة محترمة هو سمة من سمات المجتمعات المتحضرة. في الختام، يجب أن نعي أن اللسان نعمة من الله ينبغي علينا الحفاظ عليها وتوجيهها نحو الخير والصلاح. فاللسان قادر على بناء الذات وبناء المجتمعات، ويمكن أن يكون أداة للوحدة والمحبة. لذا، ينبغي علينا أن نخصص ألسنتنا في خدمة الخير، من خلال الدعاء، والنصائح الهادفة، والتعامل بلطف واحترام مع الآخرين. فالكلمة تستطيع أن تكون شعاع نور يسعى نحو القضاء على الظلام، وتعمل على نشر الأمل والطمأنينة في النفوس. لذلك، هيا نبدأ بتغذية اللغة الصادقة اللينة ونشرها في مجتمعنا.
كان هناك رجل يدعى حسن دائمًا ما يفكر في الخير واللطف تجاه الآخرين. قرر أن يكرس أيامه في قول كلمات طيبة وتشجيع أصدقائه وعائلته. من خلال هذا ، لم يؤثر حسن فقط بشكل إيجابي على حياته ، بل منح أيضًا الأمل والدافع للآخرين. كان يعتقد أن اللسان يمكن أن يكون مثل شجرة ، تنمي أزهار جميلة في قلوب الناس بكلماته.