الشخص المتكبر لا ينال رحمة الله ، بل الله يظهر عطفًا خاصًا للعباد المتواضعين.
الفخر والتكبر من الصفات الذميمة التي حذر منها القرآن الكريم، حيث دعا الله عز وجل الناس إلى التواضع ولزوم التحلي بالأخلاق الحسنة. التكبر هو تصرف يدل على شعور الفرد بالتفوق على الآخرين، وهذا السلوك ليس فقط غير محبذ شرعًا، بل هو أيضًا ضار اجتماعيًا ونفسيًا. يوضح الله عز وجل في سورة لقمان، في الآية 18: "وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ"، وذلك يبين بوضوح أن الفخر بالنفس والمظهر الخارجي، أو البطر في المشي والتفاخر بالقوة والغنى، هي أمور لا يرضاها الله سبحانه وتعالى. entende readers أن التكبر ليس فضيلة، بل هو من أعراض نقص الشخص وضعف نفسه. إن النساء والرجال البخيلة يتاجون لإظهار تفوقهم على الآخرين من خلال إحساسهم الزائف بالقوة أو الغنى، مما يؤدي إلى زرع المزيد من المجادلات والمنافسات السلبية بين الناس. إذا قمنا بالتأمل في النصوص القرآنية، يمكننا أن نرى الأسباب التي تجعل الفخر والتكبر مرفوضين بشدة. يمكن أن ينتج الفخر عن عدم رضا المرء عن نفسه وعدم قبول ما هو عليه، مما يجعله يقف ضد القيم الأساسية التي تحث على الاحترام المتبادل والمحبة وصلة الرحم. إن الشخص المتكبر يرى نفسه الأفضل لذا يختار العزلة ويفقد الكثير من الفرص لبناء علاقات صحية ومثمرة مع الآخرين. التواضع، بالمقابل، هو السلوك الذي يجلب الألفة والمحبة بين الناس، ويعزز الروابط الاجتماعية التي تشكل نسيج المجتمع. وبالإضافة إلى ذلك، تأتي الآية 18 من سورة الحشر، التي تقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ". هذه الآية تدل على أهمية التقييم الذاتي والوعي بأعمال الإنسان، الأمر الذي يعكس إيمان الفرد. إن المؤمن مدعو ليتفكر فيما قام به من أفعال سواء كانت حسنة أو سيئة، وأن يتحلى بالتواضع في تقييم أعماله. فعندما يعتاد المرء على التقييم الذاتي، فإنه سيصبح أكثر وعيًا وحرصًا على أن يكون سلوكه متوافقًا مع القيم الإسلامية. وفي سورة الأنعام، الآية 158، نجد تصريحات واضحة عن أهمية الأعمال الصالحة والإيمان الحقيقي، حيث يقول الله: "يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا". يُظهر هذا النص أنه في اليوم الآخر لن ينفع الإيمان بمفرده دون أعمال صالحة. إن الإنسان القريب من الله هو من يسعى للتواضع ويدعو إخوانه للإيمان والعمل الصالح. التكبر هو ضرب من الجحود لقوانين الله، بينما التواضع هو باب للنجاح والفلاح. إن السلوك المتواضع يحفظ كرامة الفرد، بينما الكبرياء يجرّ عليه الخزي والعار. الله سبحانه وتعالى يتجلى برحمته على عباده المتواضعين، بينما المتكبرين يخضعون لعواقب أفعالهم. وإذا نظرنا إلى سيرة الأنبياء والرسل، نجد أنهم كانوا قدوة في التواضع والاحترام. النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل مثال عاشق لنمط الحياة المتواضع، حيث كان أكثر خلق الله تواضعًا. لقد عُرف بطيبة قلبه وحسن معاملته للجميع، بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو الاقتصادية. وكلما تذكرنا سيرتهم، نجد أن التواضع ليس مجرد فضيلة، بل هو نظام حياة يشجع على التعاطف والتسامح والأخوة. في الختام، ينبغي علينا أن نتذكر أن التواضع من أعظم القيم الإنسانية، وهو ما يدعونا القرآن الكريم لتطبيقه في حياتنا اليومية. الكبرياء ليس إلا مظهر من مظاهر الضعف ولا يمكن أن يجلب لصاحبه السعادة الحقيقية. بينما التواضع هو رمز القوة الحقيقية للإنسان وقدرته على النهوض بنفسه وبمجتمعه. لذا، يجب أن نسعى دائمًا لتمثل هذه الفضيلة القيمة ونتعامل مع الآخرين بدافع من الرحمة والمودة، لأن الرحمة لا تُنزل إلا على القلوب التي تتجسد فيها قيم التواضع. وبهذا، سنكون في مقامٍ مستحقٍ للرحمة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى.
في قديم الزمان ، كان هناك رجل متكبر يؤمن أن علمه وعقله يجعله متفوقًا على الآخرين. في قريته ، كان يُنظر إليه على أنه أكثر الأشخاص فضيلة. ذات يوم ، اقترب منه شيخ وقال: "هل تدرك كيف يبعدك فخرك عن رحمة الله؟" أجاب الرجل المتكبر: "كيف يمكن أن يكون ذلك!" لكنه كان جاهلًا أن تكبره أعماه عن رحمة الله. ابتسم الشيخ وأجاب: "إذا كنت ترغب في إيجاد الرحمة ، يجب أن تتحرر أولاً من الكبرياء." أدرك الرجل أن فقط من خلال التواضع يمكنه العودة إلى الطريق الصحيح.