يمكن أن يكون الغضب إيجابيًا وسلبيًا، ولكن يجب السيطرة عليه. في الإسلام، الغضب ضد الظلم مقبول.
الغضب شعور إنساني قوي وقد يكون له تأثيرات إيجابية وسلبية في الوقت نفسه. إن الغضب يُعتبر من المشاعر الطبيعية التي يختبرها كل إنسان، وهو رد فعل يمكن أن يظهر بسبب ظروف معينة أو أحداث تجري في حياة الأفراد. فالإنسان معرض لمواقف قد تثير غضبه، مثل الظلم أو الإهانة أو حتى التحديات اليومية. لكن السؤال الذي يُطرح هنا هو: كيف يمكن التعامل مع هذا الشعور؟ وكيف يمكن توجيهه لتحقيق الفائدة بدلاً من الانجراف نحو العنف أو ردود الفعل السلبية؟ في القرآن الكريم، نجد إشارات واضحة تدعو إلى السيطرة على الغضب والتعامل معه بحكمة. يُظهر الله في هذه الآيات أهمية الهدوء والصفح، وهذا يتجلى في سورة آل عمران، حيث يقول: "والذين إذا أصابهم الغضب هم يغفرون" (آل عمران: 134). هنا، يُثنى الله على الذين لا يتركون الغضب يسيطر عليهم، بل يتمكنون من إدارة عواطفهم ويختارون التسامح. وهذا يؤكد أن الغضب ليس شيئًا محرمًا أو سيئًا بحد ذاته، بل هو شعور يجب توجيهه بطريقة سليمة. إن التعامل مع الغضب بطريقة صحيحة قد يكون له فوائد كثيرة. فعلى سبيل المثال، يعكس الغضب في بعض الأحيان شغفًا وإحساسًا بالعدالة. عندما نشعر بالظلم أو نرى الآخرين يتعرضون له، يمكن أن يُؤدي ذلك إلى استجابة نشطة من قبل الأفراد للتغيير والسعي نحو العدالة. لذلك، لا يجب أن نظر إلى الغضب على أنه شعور سلبي بل يجب اعتباره أداة يمكن استخدامها بشكل إيجابي. في سورة الشورى، نرى ذلك واضحًا عندما يقول الله: "والذين يكظمون الغيظ والعافين عن الناس" (الشورى: 37). من خلال هذه الآية، يعبر الله عن قيمة كظم الغيظ، الذي يعني عدم السماح للغضب بالتحكم في ردودنا. وهذه دعوة للمؤمنين للتحلي بالصبر والقدرة على العفو عن الآخرين. إن القدرة على التحكم في الغضب تجعلنا أرقى في أخلاقنا وتُجسد معاني الإنسانية الحقيقية. علاوة على ذلك، من المهم أن نتذكر أن اختياراتنا في التعامل مع الغضب تعكس شخصياتنا ومؤمننا. إذا انغمسنا في الغضب وردود أفعالنا العدوانية، فإننا نفقد بعض من إنسانيتنا. ولكن إذا استطعنا أن نكون صادقين مع أنفسنا ونوجه الغضب إلى السلوك البناء، فإننا نستطيع أن نصبح قادة في المجتمع ونعمل من أجل التغيير الإيجابي. فالغضب، بمفهومه العميق، يمكن أن يكون دافعًا للحركة الثورية ضد الظلم والاعتداءات. في كثير من الأحيان، يوحد الغضب الأفراد والجماعات في قضايا عادلة، ويدفعهم للعمل من أجل حقوقهم. ولكن من الضروري أن يكون هذا العمل مستندًا إلى القيم الأخلاقية والدينية. فإذا تم التعبير عن الغضب بطريقة إيجابية، مثل تنظيم الاحتجاجات السلمية أو العمل على إحداث تغييرات قانونية، فإنه يوفر مساحة للأمل والتحول. إن القيم الإسلامية تدعو إلى عدم التسرع في مواقف الغضب، والتفكّر قبل الرد. فالتفكّر يساعد في تحليل الوضع وفهم أسباب الغضب وكيفية التعامل معه بطريقة توصل إلى نتائج أفضل. أحد البدائل الجيدة للتعامل مع الغضب هو ممارسة التأمل أو الصلاة أو اللجوء إلى القراءة والوعي الذاتي. هذه التقنيات يمكن أن تساعد الأفراد على تهدئة مشاعرهم وتحويل الغضب إلى شيء إيجابي. في نهاية المطاف، يُعتبر الغضب جزءًا لا يتجزأ من الحياة الإنسانية. على الرغم من كونه شعورًا قويًا، فإن الطريقة التي نتعامل بها مع هذا الشعور هي التي تحدد نتائجها. إن الإسلام يقدم لنا إرشادات قوية حول كيفية إدارة الغضب بشكل فعّال، من خلال التحكم في النفس والعفو والصبر. إذًا، يجب أن نبحث دائمًا عن ways to Channel our anger into positive actions that reflect our values and beliefs. إن الانتقال من حالة الغضب إلى الفعل الإيجابي يمثل تحولًا مهمًا في الشخصية الإنسانية. فعلى الرغم من أننا قد نشعر بالغضب أحيانًا، إلا أنه بإمكاننا أن نجعل منه دافعًا للقيام بأمور عظيم، سواء في حياتنا الشخصية أو في مجتمعاتنا الأكبر. من خلال توجيه الغضب بشكل واقعي، نستطيع تغيير أنفسنا والمحيط الذي نعيش فيه للأفضل. أما إذا تركنا الغضب يقودنا، فقد نجد أنفسنا نقع في فخ الانزلاق نحو السلبية والعنف. لذا، لننظر إلى الغضب كفرصة، لا كعائق، ولنعمل على استخدام هذه القوة بطريقة تعكس روح العدالة، العطاء، والمغفرة. ومن خلال ذلك، سنتجاوز غضبنا إلى حالة من السلام الداخلي والتوازن الذي يحقق التغير المطلوب في الحياة.
كان هناك إنسان يُدعى عادل يعاني من مشاعر مختلفة. كان دائمًا يشعر بالقلق من غضبه ولم يعرف كيف يتحكم فيه. في يوم من الأيام، ذهب إلى عالم وسأله عما إذا كان الغضب سيئًا دائمًا. معًا استعرضوا آيات القرآن وأدركوا أن الغضب يمكن أن يُستخدم ضد الظلم والظلم. من خلال هذه المعرفة الجديدة، تمكن عادل من رؤية غضبه ليس مجرد سلبية، بل كأداة للدفاع عن الحق والسعي لتحقيق العدالة في حياته.