مساعدة الظالم ليست فقط ذنبًا ولكنها تؤثر أيضًا على المسؤولية الاجتماعية.
إن القرآن الكريم يُعتبر المصدر الأساسي للتوجيه والمعرفة في حياة المسلمين، حيث يحتوي على الكثير من التعاليم والحكم التي تُنظم حياة الفرد والمجتمع. ومن بين المواضيع الأساسية التي تناولها القرآن هو موضوع الظلم، الذي يُعتبر من أعظم الآثام وأكبر الكبائر في ديننا الحنيف. الظلم ليس مجرد فعل فردي، بل هو وباء اجتماعي يتعين علينا مقاومته والابتعاد عنه، إذ يحمل آثارًا سلبية تؤثر على الجميع. الظلم يعني وضع الشيء في غير موضعه، وهو يتضمن العديد من الأفعال التي تؤدي إلى إضرار الآخرين، سواء كان ذلك بالقول أو الفعل. وقد شغل موضوع الظلم مكانةً هامةً في العديد من النصوص الشرعية، حيث تناول الله سبحانه وتعالى هذا الموضوع في آيات مختلفة للتذكير بخطورة الظلم والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب عليه. عندما نتأمل في آيات القرآن، نرى أنه في سورة البقرة، الآية 188، يقول الله تعالى: "وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ...". هذه الآية تحمل في طياتها تحذيرًا شديدًا من عدم الامتثال لهذا الأمر الإلهي، إذ تشير إلى أنه لا ينبغي للإنسان أن يشترك في الأفعال الخاطئة التي تؤدي إلى ظلم الآخرين. إن الأوامر الإلهية تحث المسلمين على الصدق والأمانة وتجنب الكسب الغير مشروع، حيث أن الظلم ليس مقتصرًا على الأفعال المادية فقط، بل يمكن أن يشمل أيضًا الجوانب العاطفية والاجتماعية والعدالة. عندما يتحدث القرآن عن الظلم، فإنه يسلط الضوء على المسؤولية الاجتماعية لكل فرد في المجتمع. فمساعدة الظالم تعني بمثابة تأييد لظلمه، وهو ما يساهم في تعريض حقوق الآخرين للخطر. إن تأييد الظلم يتطلب من الشخص أن يتجاهل أبسط قواعد براعتها ويغض الطرف عن معاناة المظلومين، مما يؤدي إلى تفشي الظلم واغتصاب الحقوق في المجتمع. في هذا السياق، يُنصح المؤمنون بالابتعاد عن الظالمين وعدم الانخراط في أفعالهم التي تشكل وباءً اجتماعيًا. في سورة المائدة، الآية 32، جاء ذكر عقوبة القتل حيث قال الله سبحانه وتعالى: "مَن قَتَلَ نَفْسًۭا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَاَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًۭا...". في هذه الآية، يفسر الله سبحانه وتعالى عواقب القتل والاعتداء الذي يقع على الآخرين، ويبيّن أن مساعدة الظالم تعني المساهمة في معاناة الكثيرين. وبالتالي، يبث القرآن رسالة حاسمة تدعو إلى حماية الأرواح والكرامات، ويؤكد على أهمية العدالة في الحياة اليومية. فالآثار السلبية للظلم لا تقتصر على الأفراد بل تتجاوز ذلك إلى المجتمع بكامله. المجتمعات التي تعاني من الظلم تتآكل فيها الروابط الإنسانية، وتنعدم الثقة بين الأفراد، ويتصاعد الشعور بالانتهاك والمعاناة بين أبناء المجتمع. وهذا يُظهر أن محاربة الظلم تحتاج إلى عمل جماعي وجهود متضافرة من الجميع، فهي ليست مسؤولية فرد واحد فقط. لذا يجب على المسلمين تسليط الضوء على قضايا الظلم ومساعدة المظلومين، وتوجيه الجهود نحو مقاومة الظلم بكل أشكاله. فبدلاً من أن نقف مكتوفي الأيدي، علينا أن نستجيب لخطة الله في إرساء الحق والعدالة في الأرض، وواجب كل مسلم أن ينظر إلى هذه القضايا بعين الرحمة وأن يتخذ الموقف الصائب في مجابهة هذا التحدي. فعندما نتشجع على إبطاء الظلم والسعي نحو الحق، فإن ذلك يُعد من أعظم الأعمال التي تُرضي الله سبحانه وتعالى. الخلاصة أن القرآن الكريم يحثنا على الابتعاد عن الظلم ومساعدة المظلومين في جميع الأوقات، محذرًا من الآثار السيئة الناتجة عن الظلم وأهمية تطبيق مبادئ العدالة في المجتمع. إن دعوة العدل لا تقتصر على الجوانب المادية، بل تشمل جميع جوانب الحياة، وتعكس صفات القيم الإنسانية الأساسية التي يوجب علينا اتباعها لنكون جزءًا من مجتمع عادل. ليس هناك أفضل من الاستناد إلى التعاليم القرآنية لتحقيق مجتمع خالٍ من تمييز وسلبيات الظلم. فطريق العدل هو الطريق الذي يرضي الله، وهو السبيل الذي يعود بالنفع والفائدة على البشرية جمعاء. في هذا الصدد، يجب أن نتذكر دوماً أن المشاركة في ظلم الآخرين أو السكوت عن الظلم يمكن أن يكون له آثار سلبية على حياتنا كأفراد ومجتمعات. لذا، لنعمل جميعًا لنكون واعين لدورنا الفعال في مقاومة الظلم وأن نسعى دائمًا نحو تحقيق العدالة والمساهمة في بناء مجتمع يسوده الرحمة والمساواة.
في يوم من الأيام ، كان هناك صديق يدعى حسن قام بحكم غير عادل على شخص آخر وساعده. بعد فترة ، رأى حسن أن هذا الشخص يرتكب ظلما كبيرا ضد الآخرين. أدرك أن مساعدة مثل هؤلاء الأفراد ليست فقط ذنبًا كبيرًا ولكنها تقوده أيضًا إلى الضلال. لذلك قرر أن يساعد المظلومين وعندما يقوم بذلك يتذكر الله.