يؤكد الإسلام على الإحسان إلى الحيوانات وقد شدد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على أهمية المسؤولية تجاهها.
الإسلام هو دين الرحمة والمودة، وقد أظهرت تعاليمه اهتماماً بالغاً بحقوق الحيوانات ورعايتها. في القرآن الكريم والسنة النبوية، نجد العديد من الآيات والأحاديث التي تؤكد على ضرورة العناية بالحيوانات والإحسان إليها، مما يعكس التوجه الإنساني النبيل في الدين الإسلامي. يعتبر الإحسان إلى الحيوانات من الصفات الإنسانية النبيلة التي ينبغي لكل مسلم أن يتحلى بها. فهذا النوع من الرعاية لا يقتصر فقط على الاعتناء بالحيوانات الأليفة، بل يتجاوز ذلك إلى جميع الكائنات الحية التي تعيش معنا على هذه الأرض. وقد وردت أمثلة متعددة في سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) توضح كيف كان يعتني بالحيوانات ويعطف عليها. من أبرز هذه الأمثلة، قصة المرأة التي عذبت في النار بسبب قطة حبستها حتى ماتت. في الحديث، يُقال إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: 'عُذِّبت امرأة في النار بسبب قطة حبستها حتى ماتت؛ لم تُطعِمها ولم تسقها عندما كانت محبوسة.' هذا الحديث يُظهر بوضوح أن هناك شعوراً بالمسؤولية والرحمة تجاه الحيوانات في الدين الإسلامي، وأن الإحسان إليهم هو واجب على كل مسلم. وفي السياق نفسه، نجد أن القرآن الكريم قد أشار أيضاً إلى أهمية الحيوانات في العديد من الآيات. على سبيل المثال، في سورة الأنعام، يقول الله تعالى: 'وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم.' تشير هذه الآية إلى أن جميع الكائنات الحية لها أهمية معينة وتستحق الاحترام من البشر. فالله يقر بأن الحيوانات ليست مجرد كائنات تتحرك في الأرض، بل هي أمم مثلكم، لها حياتها وبيئتها الخاصة. كما تناول القرآن الكريم مسألة ذبح الحيوانات لأغراض الأكل، حيث يشير في سورة المائدة، الآية 1، إلى أن بعض لحوم وجلود الحيوانات تُعتبر حلالاً. لكن يجب أن ننوه أنه رغم الإباحة، فإن هذا لا يعني تجاهل حقوق الحيوانات. بل يجب على المسلم أن يحترم حقوقهم ويظهر حسن النية في رعايتهم والتعامل معهم. فالإسلام يدعو إلى التعامل برفق ولين مع كل كائن حي، الأمر الذي يعكس قيم الرحمة التي يتصف بها الدين. تعتبر علاقة المسلمين مع الحيوانات جزءاً أساسياً من ممارسة الإيمان. فالإحسان إلى الحيوانات يشمل توفير الغذاء والماء والملاذ المناسب لهم. وينبغي للمسلمين أن يسعوا جاهدين لتوفير الظروف الملائمة لكل كائن حي، سواء كان هذا الكائن من الحيوانات الأليفة كقطط أو كلاب، أو من الحيوانات البرية أو الداجنة. فقد أقر الإسلام بأن الحيوانات تشعر وتتعرض للضرر كما يشعر البشر، لذا إن من الواجب على المسلمين احترام حقوقها والاعتناء بها. بالإضافة إلى ذلك، هناك دلائل متعددة تدعو إلى الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية التي تعيش فيها هذه الحيوانات. فالإسلام يُحث على ترشيد الاستهلاك وعدم إهدار الموارد، مما يؤثر بشكل إيجابي على حياة الكائنات الحية. فعندما نحافظ على البيئة، فإننا نحافظ على الحياة الكائنة حولنا. كما يُظهر العديد من المؤرخين والباحثين أن العديد من الثقافات والمجتمعات الأخرى كانت لها وجهات نظر تتعلق برعاية الحيوانات، لكن الإسلام كان له دوراً مميزاً في تأصيل هذه الأفكار وتحويلها إلى مبادئ أُساسية في سلوكيات المسلمين اليومية. فهو بذلك يُعزز من فكرة الرحمة والتعاطف، ويُبرز قيمة الحياة في جميع أشكالها. بناءً على ذلك، فإن الوعي بأهمية الإحسان إلى الحيوانات وحقوقها يجب أن يكون عنصراً أساسياً في التعليم الديني، سواء في المدارس أو في المجتمعات. فالخطاب الديني يجب أن يُشجع على الاعتناء بالحيوانات، وأن يعزز من القيم الإنسانية النبيلة التي تدعو إلى الرحمة والحب. ومن المهم أن يُشعر الأفراد بدورهم ومسؤوليتهم نحو الحيوانات، من خلال إدراك أثر أفعالهم على هذا الكائنات البريئة. في الختام، يظهر جلياً أن الإسلام ينظر إلى الحيوانات بعين الرحمة والاحترام، وهو ما ينبغي أن نتبعه كممارسين لهذا الدين. فإنه ليس فقط عن تناول لحم حلال أو استخدام منتجات حيوانية، بل إن الموضوع يتعلق بالأخلاق والتعاطف. لذا يجب علينا جميعاً أن نعمل من أجل حماية حقوق الحيوانات ورعايتها، لنكون قدوة حسنة في مجتمعنا، ونسعى دوماً لتعزيز الثقافة الإنسانية التي تُعلي من مستوى الرفق والإحسان. فلنطبق تعاليم ديننا في حياتنا اليومية، ونكون دعاة للرحمة والإحسان، لنحقق الأهداف السامية التي ينادي بها إيماننا ويدعونا إليها تعاليم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
في يوم من الأيام، كان رجل وزوجته يسافران إلى السوق. في الطريق، لاحظ الرجل كلبًا مصابًا مستلقيًا بجانب الطريق. قال لزوجته: 'دعينا نعطي بعض طعامنا لهذا الكلب حتى يشعر بالتحسن.' ردت الزوجة بدهشة: 'لكننا نكافح من أجل العيش!' أجاب الرجل: 'ألمّ هذا الألم والمعاناة للحيوانات مهم أيضًا. يجب أن نساعده.' وقدموا له بعض الطعام. جعل عملهم اللطيف يومهم أفضل وشعرا بمشاعر جيدة من مساعدة الآخرين.