الصمت أمام الظلم غير جائز ويجب على المؤمنين الوقوف ضده.
تعتبر قضية الظلم والفساد من أبرز القضايا التي حذر منها القرآن الكريم، حيث تتضح هذه المفاهيم من خلال النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى اتخاذ موقف صارم ضد هذه الظواهر السلبية. في هذا المقال، سنستعرض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتعلق بالظلم وكيفية مكافحته، ونناقش أهمية العدل والإنصاف في حياة الإنسان. أولاً، يجب الإدراك أن القرآن الكريم يتناول قضية الظلم من منطلق حقوق الإنسان، حيث أن لكل فرد حق العيش بكرامة وبسلام. في سورة النساء، الآية 135، وردت دعوة صريحة للمؤمنين إلى إقامة العدل والمساواة، حيث يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شَهَادَةً لِلَّهِ وَلو عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ أَوِ الْأَقْرَبِينَ". هذا النص القرآني يؤكد على ضرورة الوقوف ضد الظلم حتى لو كان ذلك على حساب النفس أو الأقرباء. إن عدم الوقوف ضد الظلم يعد تهاوناً وفساداً وإهمالاً للحقوق. علاوة على ذلك، نجد في سورة آل عمران، الآية 110، تحفيزاً للأمة الإسلامية لتكون خير أمة، حيث يقول الله تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلناسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ". تعكس هذه الآية دور الأفراد في المجتمع الإسلامي وما يتوجب عليهم من حرص على تعزيز الخير ومحاربة الشر. تتطلب هذه الدعوة أن تكون أفعال المسلمين مدعومة برؤية شاملة للعدالة الاجتماعية. إن الاكتفاء بالصمت في مواجهة الظلم قد يؤدي إلى تفشيه، ولذلك يشدد القرآن على أهمية التحرك الإيجابي. يتطلب المكافحة الفعّالة للظلم العمل بشكل جماعي، وتقديم النصح والإرشاد لكل من يرتكب مثل هذه الأفعال. ذلك يوضح كيف أن دور الأفراد لا يقتصر على الدعوة فحسب، بل يمتد إلى اتخاذ خطوات فعلية تساهم في التغيير. كما أشار النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في حديثه المعروف، إلى أهمية الشعور الداخلي تجاه الظلم، حيث قال: "من رأى منكم منكراً، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". هذه الدعوة تجعلنا نفهم أن مجرد كراهية الظلم في القلب هو دليل على الإيمان، ولكن يجب أن يترجم هذا الشعور إلى أفعال. لذا، فالسكوت في وجه الظلم يُعتبر موقفاً غير جائز ويحمل في طياته الندم، لأنه يؤذي المجتمع ويشجع على استمرارية هذا السلوك السيئ. إلى جانب ذلك، يظهر التأكيد على إقامة العدل في مواقف القرآن الكريم والنصوص النبوية، أن العدل هو الأساس الذي تُبنى عليه المجتمعات. فالمجتمعات التي تُحافظ على العدل يميل أبناؤها إلى الرفعة والكرامة، بينما المجتمعات التي تهمل هذا المبدأ مُعرضة للتفكك والفساد. لذلك، على المؤمنين أن يتحدوا لمواجهة الظلم والفساد، والعمل كفريق لتحقيق السلم الاجتماعي. بناءً على ما تقدم، يجب على أتباع القرآن أن يدركوا أن دينهم يستدعي منهم ممارسة الواجبات الدينية بشكل فعال، وعدم السكوت عن الظلم. إن تلك الدعوة تفتح آفاق التعاون والمشاركة بين الأفراد والهيئات في مجتمعاتهم، مما يعزز من فكرة العدالة وينمو الوعي بأهمية محاربة الفساد. فلكل فرد دورٌ في تكوين وحماية مجتمعه. في الختام، يُظهر القرآن الكريم بوضوح أهمية مقاومة الظلم والفساد، ويتطلب من أتباعه الالتزام بمعايير العدل والإنصاف في كافة شؤون حياتهم. إن الصمت تجاه الظلم يُعتبر سلبية وغير مقبولة، لذا يجب أن تكون هناك استجابة فعلية بعيداً عن السكون واللامبالاة. إن التفعيل الحقيقي للدين يجعل من أولويات المؤمنين العمل دائماً من أجل تحقيق العدل، وتوجيه المجتمع نحو الخير والصلاح. وعليه، يجب أن ندرك أن كل جهد صغير يُعتبر خطوة نحو القضاء على الظلم وبناء مجتمع عادل.
في أحد الأيام ، كان هناك رجل يعيش في مدينة كان زعيمها ظالمًا للغاية ، وكان الناس يعيشون في صمت وخوف. تعهد هذا الرجل بعدم السكوت أبدًا أمام الظلم. ذات يوم ، وقف بين الناس ورفع صوته ضد طغيان الزعيم. سرعان ما وجد الآخرون الشجاعة وانضموا إليه. ان كسر صمتهم وبدأ الناس تدريجياً في النضال من أجل الحرية والعدالة. تذكر هذه القصة قوة صوت الإنسان أمام الظلم.