النجاح الدنيوي مهم، لكنه يجب أن يتماشى مع طاعة الله والأخلاق.
إن النجاح الدنيوي يُعتبر مفهومًا واسعًا يتضمن العديد من الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والنفسية. لكن في الوقت ذاته، فإن الإسلام يقدم تعريفًا خاصًا للنجاح، وهو النجاح الذي يرتبط برضا الله سبحانه وتعالى وطاعته. فبينما يسعى الناس إلى تحقيق أهدافهم الدنيوية، يجب أن يكون هناك توازن بين الطموحات الدنيوية والواجبات الدينية. في القرآن الكريم، نجد إشارات واضحة إلى طبيعة النجاح وأهميته. في سورة آل عمران، الآية 14، يقول الله تعالى: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۚ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ". تشير هذه الآية إلى أن جماليات وزينة هذه الدنيا محبوبة للناس، لكن هذه الزينة ليست سوى لذائذ زائلة، وما يبقى هي الأعمال الصالحة. لذا، يجب أن يتماشى النجاح الدنيوي مع رضا الله، وخدمة الآخرين، لكي يكون ذا قيمة حقيقية. إن هذا النجاح يحمل قيمة حقيقية فقط عندما يُصاحبه الصدق والعدالة والكرم. إذا كانت السعي وراء النجاح يؤدي إلى إهمال الواجبات الدينية أو harming الآخرين، فإن هذا النجاح ليس له قيمة. فكم من إنسان حقق درجات عالية في السلم الاجتماعي أو كسب ثروات طائلة، ولكنه يعيش في ظلام الضمير والقلق النفسي بسبب افتقاره إلى القيم الأخلاقية. علاوة على ذلك، يشير الله في سورة النساء، الآية 54، إلى نتائج السعي نحو التفوق الدنيوي دون النظر إلى العواقب الأخروية: "أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۚ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مَّلَكًا عَظِيمًا". يقدم هذا النص التوجيه من الله للمؤمنين بأن السعي وراء النجاح الدنيوي من دون النظر إلى الآخرة قد يؤدي إلى الهلاك. إن نظر الإسلام إلى النجاح يركز على أن الحياة ليست فقط من أجل التنافس والتفوق الدنيوي، بل يجب أن نتذكر دائمًا أن هناك حياة أخروية نحتاج إلى الاستعداد لها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منا"، مما يعني أننا يجب أن نكون حريصين على مساعدة الآخرين والعمل من أجل مصلحة المجتمع. من هنا، يمكننا أن نستنتج أن النجاح الدنيوي مهم ولكنه يجب ألا يشغلنا عن أولويات الحياة الحقيقية، وهي عبادة الله ورضاه. علينا أن نعمل بجد لتحقيق أهدافنا ولكن في إطار القيم الأخلاقية والدينية. النجاح يتحقق عندما يتمكن الإنسان من التوفيق بين طموحاته الدنيوية واحتياجاته الروحية. ولا ينبغي أن ننسى أن هناك أبعادًا أخرى للنجاح، مثل النجاح الشخصي والنجاح الأسري والنجاح الاجتماعي. اعتمد النجاح الشخصي على تطوير المهارات وتحقيق الأهداف الفردية، بينما يعتمد النجاح الأسري على بناء علاقات صحية ومستقرة. كذلك، النجاح الاجتماعي يتعلق بمشاركة الفرد في المجتمع ومساعدته على تحقيق التنمية المستدامة. وعلى الصعيد الاقتصادي، يتوجب على الإنسان أن يسعى في أعماله لكسب الرزق الحلال، فكما جاء في الحديث الشريف: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". وهذا يعني أنه يجب علينا العمل بمهنية وبأعلى معايير الجودة. فإن الاستقامة في العمل وعدم الغش أو الخداع، هو ما يجلب النجاح والبركة. إلى جانب ذلك، يجب أن نشير إلى أهمية التعامل مع الآخرين بلطف واحترام، وهذا جزء لا يتجزأ من النجاح الحقيقي. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، مما يعني أن النجاح لا يقف عند حدود تحقيق الأهداف فقط، بل يتعداها إلى كيفية تعاملك مع الآخرين. الخلاصة، إن النجاح الحقيقي في الحياة يتجاوز المظاهر الدنيوية ويتعلق بالجمع بين تحقيق الأهداف الشخصية والدنيوية، ودعم المبادئ الأخلاقية والدينية. إن علينا جميعًا أن نسعى لتحصيل النجاح الذي يرضي الله ويخدم الآخرين، ونسأل الله أن يعيننا على ذلك.
في قديم الزمان، كان هناك رجل حكيم كان دائمًا يسعى لتحقيق النجاح الدنيوي. عمل بجد وحقق الثروة والسلطة، لكنه لم ينس أبدًا أن هدفه الرئيسي يجب أن يكون رضا الله وعبادته. لم يسعَ فقط للنجاح في مساعيه، بل ساعد الآخرين أيضًا. مع عائلته، أراد الاستمتاع بالحياة مع زيادة إيمانه وطاعته باستمرار.