لماذا يدعم القرآن اليتيم؟

يدعم القرآن الأيتام لأنهم أفراد ضعفاء يحتاجون إلى اهتمام خاص.

إجابة القرآن

لماذا يدعم القرآن اليتيم؟

يعتبر دعم الأيتام ورعايتهم من أهم القيم الإسلامية التي أكد عليها القرآن الكريم في العديد من الآيات. في عصرنا الحديث، لا يزال هذا الموضوع يحتل مكانة كبيرة في القوانين والأخلاقيات الاجتماعية التي تسعى إلى تعزيز التضامن والتواصل بين أفراد المجتمع. يتعرض الأيتام لأوضاع صعبة بسبب فقدان أحد الوالدين أو كليهما، مما يجعلهم في حاجة ماسة للمساعدة والدعم النفسي والمادي. ومن هنا، فإن الإسلام يحث على القيام بواجب دعم الأيتام، ليس فقط كمقدمة للبر والإحسان، بل كمبدأ أساسي في بناء مجتمع قوي ومتماسك. يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة البقرة، الآية 177: "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُولُّوا وَجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ، وَأَعْطَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَوَةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا، وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ. أُو۟لَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُو۟لَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ." تظهر هذه الآية أن الإيمان القوي لا يقتصر فقط على الاعتقادات الدينية، بل يشمل أيضاً العمل الجاد لتحقيق العدالة الاجتماعية. كما أن شمولية الآية تعكس أهمية إعطاء الصدقة ومساعدة الأيتام، حيث يعتبر ذلك دليلاً على الإيمان الحقيقي. إن العطاء للفئات المحتاجة، وخاصة الأيتام، هو تعبير عن روح التعاون والمحبة، ويعزز أواصر المجتمع. وفي سورة الأنعام، الآية 152، نجد تعبيراً آخر عن مسؤولية المؤمنين تجاه الأيتام، حيث يقول الله تعالى: "وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ. وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ. لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا. وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذو قُرْبَى. وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا. ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ." تحمل هذه الآية تنبيهاً مهماً حول مسؤولية المسلمين تجاه الأيتام، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع أموالهم. ينبغي على المجتمع ضمان عدم استغلال الأيتام وممتلكاتهم، بل يجب أن يُعاملوا بحذر وإنصاف، مما يعد تجسيداً للعدالة والمساواة. وهذا يضع عبءاً على الأفراد والمجتمع ككل للحفاظ على حقوق الأيتام وكرامتهم. في سورة النساء، الآية 10، يأتي التحذير بصراحة أكبر حول الأيتام وأموالهم، حيث يقول الله: "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً، وسوف يُسعرون سعيراً." هذه العبارة تبرز منتهى القسوة التي تُظهرها المجتمعات عندما تغض الطرف عن حقوق الأيتام وتسمح ببعض السلوكيات المنحرفة. تتطلب مسؤولية المجتمع الإسلامي تعزيز الوعي حيال هذه الحقوق، حيث يجب تحذير الناس من مغبة الاعتداء على حقوقهم، وجعل رعاية الأيتام التزاماً جماعياً. إن دعم الأيتام ليس مجرد واجب ديني، بل هو جزء من بناء مجتمع يحدث فيه التفاعل الإيجابي. عندما يقدم المسلم المساعدة والعون لأحد الأيتام، فإن ذلك لا يعكس فقط قيم الإحسان، بل يقوي أيضاً العلاقات الإنسانية، ويشجع على التضامن الاجتماعي. وهذا يعيد تشكيل المجتمعات بشكل يجعله أكثر تماسكاً وترابطاً، مما يساهم في الحد من المشكلات الاجتماعية مثل الفقر والبطالة. في زمننا الراهن، يجب علينا أن نتحد في دعم قضايا الأيتام وتعزيز ثقتهم في المجتمع. يمكن أن يشمل ذلك تنظيم الحملات لجمع التبرعات، تطوير برامج رعاية تعليمية وصحية، والتواصل مع الأيتام مباشرة لمعرفة احتياجاتهم وأولوياتهم. إن العمل المباشر مع الأيتام يمكن أن يعكس الأبعاد الإنسانية العميقة التي تجعل من المجتمعات مكاناً أفضل للجميع. وفي نهاية المطاف، يجب أن تكون رعاية الأيتام جزءاً لا يتجزأ من هويتنا الثقافية والدينية. على كل مسلم أن يسعى لتحقيق هذا المبدأ الحيوي، لنكون كما أرادنا الله سبحانه وتعالى: أمةً تعرف قيمة الأيتام، وتعمل جاهدةً من أجل رفاهيتهم، فبالعمل الجماعي وبمساعدة الضعفاء نبني مجتمعاتٍ قائمة على المحبة والتعاون.

الآيات ذات الصلة

قصة قصيرة

كانت زينب فتاة صغيرة فقدت والدتها وكانت تعيش مع عمتها. كانت عمتها تذكرها كل يوم بأهمية دعم الأيتام، وتربّيها على المحبة والاحترام. ذات يوم، لاحظت زينب أن أحد زملائها في الصف يتيم ولا أحد يساعده. قررت أن تتحدث إلى عمتها وطلبت منها أن يساعدوا ذلك الصبي اليتيم. وافقت عمتها بسرور وذهبا معًا لزيارة الصبي وأظهرا له اللطف. جعلت هذه التجربة زينب سعيدة جدًا وادركت أن دعم الأيتام هو عمل إنساني جميل.

الأسئلة ذات الصلة